دبي - العربية.نت
يجري أحمد قذاف الدم المبعوث الشخصي للعقيد معمر القذافي
مباحثات مع المسؤولين في مصر، التي وصلها مساء الإثنين 21-2-2011، هي
الثانية له منذ الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك في الحادي عشر من
فبراير/شباط الجاري، والأولى منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية المطالبة
بالإطاحة بالقذافي.
ولم تذكر وكالة أنباء الشرق الأوسط التي أوردت النبأ المزيد من التفاصيل حول هدف الزيارة أو الأشخاص الذين سيلتقي بهم قذاف الدم.
تدخل لحماية الرعايا
يأتي هذا في
الوقت الذي صرح فيه مصدر مصري مسؤول بأن القاهرة أبلغت طرابلس رسمياً بأنها
قد تتدخل عسكرياً في ليبيا لحماية مواطنيها الذين قالت إنهم يتعرضون
للقتل.
ونقلت صحيفة "العرب" القطرية عن المصدر الذي لم تكشف عن هويته أن مصر
اعتبرت تصريحات نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام القذافي، التي اتهم فيها
المصريين المقيمين في ليبيا بالمشاركة في الثورة الجارية هناك، تحريضاً
صريحاً ضدهم.
وسمحت ليبيا الثلاثاء بهبوط طائرتي نقل عسكريتين في طرابلس لإجلاء الرعايا
المصريين الراغبين في السفر، كما سمحت ليبيا بدخول 25 سيارة إسعاف وإمدادات
مصرية عبر الحدود البرية.
صعوبات في الإجلاء
وكان وزير
الخارجية المصري قد ذكر في وقت سابق الثلاثاء أن هناك صعوبة في إرسال أي
طائرات مصرية لإجلاء الرعايا المصريين العاملين في ليبيا، بسبب تدمير مدارج
العديد من المطارات ومنها مطار مدينة بنغازي الواقع شرق ليبيا.
وطالب أبو الغيط المصريين في ليبيا بالبقاء في منازلهم كلما أمكنهم ذلك
وتأمين أنفسهم بما يكفي من الغذاء والماء وعدم الخروج إلى الشوارع.
ويقيم أكثر من مليون ونصف مليون مصري في ليبيا. ولم تتمكن مصر من إجلاء رعاياها جوا من بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية.
وطالب الوزير المصريين المقيمين في ليبيا بعدم الخروج إلى الشوارع ولكنه
قال إن الراغبين في المغادرة يجب ان يتحركوا في جماعات بحافلات من بنغازي
إلى الحدود المصرية.
وتابع أبو الغيط إذا احتاج المصري أن يغادر وأنصح دائما بالبقاء في
المنازل وعدم الخروج سوف يسافر للحدود المصرية عبر 500 كيلو متر من المخاطر
ولكن
إذا اقتضى الأمر يجب أن تكون جماعات وفي أوتوبيسات حافلات وصولا إلى الحدود المصرية.
على صعيد آخر قال مراسل لرويترز إن الجانب الليبي من الحدود مع مصر يسيطر
عليه الثلاثاء مسلحون بهراوات وبنادق كلاشنيكوف معارضون للزعيم الليبي معمر
القذافي.
وأضاف المراسل من بلدة مساعد على الجانب الليبي من الحدود مع مصر أن أحد
المحتجين يحمل صورة للقذافي مقلوبة وكتب عليها الطاغية السفاح قاتل
الليبيين.
تعزيز أمن الحدود
من جانبه قال
متحدث عسكري إن المجلس العسكري الأعلى الذي يتولى إدارة شؤون البلاد سيكثّف
التواجد الأمني عند الحدود مع ليبيا وسيفتح معبر السلوم لتمكين المرضى
والمصابين من دخول مصر.
وقال مصدر إن "الجيش أرسل وحدات إضافية لضمان أمن حدوده الشمالية مع ليبيا
عند معبر السلوم ولإفساح المجال للرعايا المصريين الذين ينزحون من ليبيا
للعودة إلى بلادهم بأمان".
وأضاف أن هناك حالياً حوالى 10 آلاف مصري ينتظرون قرب هذه النقطة الحدودية و5000 وصلوا الاثنين.
وتابع أن طائرتين عسكريتين مصريتين أقلعتا الثلاثاء إلى طرابلس لتسهيل نقل الرعايا الراغبين في مغادرة البلاد.
وكان المجلس قد قرر أمس إقامة مستشفيات ميدانية لإنقاذ الجرحى والمصابين من المصريين والليبيين.
ضحايا مصريون
وروى مصريون عائدون من ليبيا عن العديد من الفظائع التي شهدوها خلال رحلة العودة للوطن في ظل الأحداث الجارية في ليبيا حالياً.
وقال أحد العائدين إنه شاهد جثث خمسة مصريين على الأقل قتلوا ذبحاً، مشيراً
إلى أن مسلحين مرتزقة من أصحاب البشرة السمراء اقتحموا استراحات ومقاهي
يعمل بها مصريون في بعض المناطق وحطموها.
وقال الشاهد إن المسلحين أطقلوا النار على السيارات التي كانت تقلهم، وإنه
لا توجد أي قوات شرطة أو أمن على الطريق البري بين مصر وليبيا، مشيراً إلى
عمليات سلب ونهب وتخريب واسعة النطاق تشهدها البلاد في ظل غياب كامل للأمن.
وأضاف المتحدث أنه لا توجد أي سيارات أو وسائل نقل لإجلاء المصريين
العاملين في ليبيا وأسرهم المحاصرين داخل البلاد، مناشداً قيادة البلاد
بالتحرك، وصرح بأنه لا توجد سيارات لإجلاء المصريين من ليبيا وأن هناك
أسراً وعائلات وأطفالاً محاصرون لا يجدون وسيلة للعودة إلى لبلاد.