"لم أشعر أبدا بالأمان في مصر، ولن تكون
آمنة أبدا مادامت تلك الأنظمة الديكتاتورية موجودة".. هو موقف يصب في خانة
التطبيع مع العدو الصهيوني قالها الناشط السياسي المصري مايكل نبيل سند، في
حواره مع موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي، خلال زيارته للكيان الصهيوني
تلبيةً لدعوة الجامعة العبرية بالقدس، لاستضافته وإلقاء محاضرات فيها.
نبيل ادعى في حواره مع الموقع
الإسرائيلي على أن نظام الرئيس السابق حسني مبارك كان يدعم ويمول وسائل
الإعلام المعادية لإسرائيل، وأن الرئيس الحالي محمد مرسي، وصل إلى الحكم
بشكل غير ديموقراطي ولا يعبر عن وجهة نظر الشعب، وأنه لن يبقى في الحكم
طويلا، حيث بدأ الإخوان المسلمين بفقدان قوتهم في الشارع المصري، مشيرا إلى
أن السبب الذي دفعه لتلبية دعوة الجامعة العبرية والذهاب لإسرائيل، هو
"التأكيد على دعمه لاتفاقية السلام".
"لا تأتينا الفرصة كل يوم لاستضافة
ثوري عربي في إسرائيل، ولكن في نهاية الأسبوع المنقضي حدث الأمر، فناشط
حقوق الإنسان والمدون المصري مايكل نبيل سند، الذي يعد أحد قياديي الثورة
ضد الرئيس السابق، وصل إلى إسرائيل في إطار زيارة بادرت بها منظمة حقوق
الإنسان بالأمم المتحدة".. عبارات تصدرت تقرير موقع "والا" الإسرائيلي عن
زيارة نبيل إلى إسرائيل، لتدل على مدى الاستقبال الحافل الذي حظى به في
الوسط الإعلامي الإسرائيلي.
ويشير الموقع الإسرائيلي إلى أن نبيل
منح الموقع مقابلة خاصة، مُوثقة بالفيديو باللغة الإنجليزية، أكد خلالها
أنه وصل إلى "إسرائيل" للتأكيد على تأييده لاتفاقات السلام بين مصر
وإسرائيل، ولإظهار الجانب الليبرالي لمصر، حيث قال: "على الرغم من محاولات
إخفاء هذا الجانب، إلا إنني أشعر بالضيق بسبب الأخطاء التي ارتكبها آبائنا،
اكتفينا من القمع والعنف".
ووصف
"والا" نبيل بـ"ناشط السلام وحقوق الإنسان، وأحد أكثر النشطاء المشاهير في
مصر"، متابعا نقل تصريحاته: "وصلت إلى هنا اليوم، لسببين أساسيين، الأول
هو لكي أقول أن ناشطي السلام موجودون حتى وإن كانت وسائل الإعلام لا تعرض
الصورة الأخرى، أنا أمثل منظمات السلام في مصر. الديكتاتورية المصرية تحاول
إخفاء أنشطتنا لأنها تتجاهل الواقع".
وتابع نبيل: "منظمات السلام ونشطائها
موجودون في كل مكان، في السعودية، في إيران، وفي كل الدول. ولكن للأسف
تتناول وسائل الإعلام الجانب السلبي فقط بدلا من عرض وجهات نظرهم"، موضحا
أن السبب الثاني لزيارته نابع أساسا من رغبته في "إظهار كيف أن الوضع في
مصر وإسرائيل وفلسطين مرتبط ببعضه البعض. وأنه دائما ما كانت الديكتاتورية
تستخدم الحجج الأمنية للمساس بالحريات"، مشيرا إلى أنه ليس هناك حلا آخر
إلا قيادة التغيير.
وقال البروفيسور إيلي فودة، الخبير
بالشؤون المصرية ومدير استضافة نبيل بالجامعة، إن زيارة نبيل هي مرحلة أولى
مبشرة جاء بها "الربيع العربي" للجامعة العبرية. وخلال محاضرة نبيل
بالجامعة العبرية صباح اليوم، انتشرت مجموعة من النشطاء المؤيدين
للفلسطينيين، للتظاهر ضده واتهامه بـ "محاباة الصهيونية". وحينما حاول نبيل
إيضاح كيف أنه يرى الطرق المتشابكة لتقارب الشعوب، خرجت إحدى الناشطات
تصرخ: "صيهوني.. عار على الثورة المصرية".