تشير العديد من التقارير الى ان الزعيم الليبي معمر القذافي يستخدم مرتزقة أجانب ضد شعبه في محاولته المستميتة للبقاء في السلطة.
وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها انه وفقا للتكهنات فان
هؤلاء ينتمون الى دول عديدة مثل تشاد والكونغو الديمقراطية والنيجر ومالي
والسودان وبعضهم من آسيا وشرق أوروبا
وقال علي العيسوي السفير الليبي في الهند لوكالة رويترز للأنباء “انهم
من افريقيا ويتحدثون الفرنسية وقد دفع وجودهم بعض وحدات الجيش الى
الانضمام للشعب”.
كما قال العيسوي لقناة الجزيرة “يقول الناس انهم افارقة سود وهم يتحدثون العربية وهم يقتحمون المنازل ويقتلون النساء والأطفال”.
ونسبت رويترز لاحد سكان طرابلس العاصمة القول “يبدو ان القذافي ليس له
حدود، اننا نعرف انه مجنون، ولكنها صدمة فظيعة ان نراه يلجأ الى المرتزقة
ضد شعبه”.
وقال صدام، البالغ من العمر 21 عاما وهو من مدينة البيضاء، ان المرتزقة
قتلوا 150 شخصا في يومين. واضاف قائلا ” لقد شاهدنا مرتزقة من تشاد وتونس
والمغرب وكانوا يتحدثون الفرنسية ويهاجموننا ولقد اسرنا بعضهم وقالوا ان
القذافي امرهم بالقضاء على المتظاهرين”.
ويحيط الغموض بعدد هؤلاء المرتزقة الاجانب حيث يعتقد البعض انهم مقاتلون من الحروب الاهلية في غرب افريقيا.
وقال ابراهيم جبريل، وهو ناشط سياسي للجزيرة “ان بعضهم موجود في ليبيا
منذ اشهر في معسكرات تدريب في الجنوب وكأنه كان هناك توقع بحدوث مثل هذه
الانتفاضة، كما تم احضار البعض الآخر بسرعة مؤخرا”.
ورجحت بعض التقارير ان يكون المرتزقة البيض من جيش جنوب افريقيا الذين
تركوه بعد انتهاء الحقبة العنصرية فاصبحوا مطلوبين في مناطق الصراعات مثل
افغانستان والعراق، ولكن لا يوجد دليل على وجودهم في ليبيا.
ويرى الخبراء ان القذافي لديه خيارات عديدة “فقد كانت له تقليديا شبكة
من الجنود المهرة من كل أنحاء غرب افرقيا” وفقا لادمز روبرتس مؤلف كتاب
“وانجا كوب” الذي يحكي عن محاولة الانقلاب الفاشلة التي قادها سيمون مان
ومرتزقة اخرون ضد رئيس غينيا الاستوائية عام 2004.
واضاف قائلا “هناك الكثير من الافارقة خصوصا من السودان الذين ذهبوا الى ليبيا من أجل المال”.
ومازال المرتزقة سلاحا محتملا ضد المدنيين رغم الاتفاقية الصادرة عن
الاتحاد الافريقي عام 1977 بانهاء عمليات المرتزقة في افريقيا. فقد استعان
رئيس ساحل العاج لورا باجبو بالمرتزقة من مقاتلي الحرب الاهلية في
ليبيريا لترويع المتظاهرين ضده.
وقال روبرتس “ان القذافي وغيره من الحكام الطغاة يميلون الى احاطة
أنفسهم بمقاتلين موالين لهم والمرتزقة اكثر استعدادا لاطلاق النار على
الشعب”.
واضاف قائلا “وهم افضل تدريبا، ووحدات صغيرة يمكن الاعتماد عليها،
وربما يكونون اكثر خبرة في خوض المعارك وبالتالي اقدر على مواجهة الأسوا”.
واكد ذلك ريد برودي من منظمة هيومان رايتس ووتش حيث قال “انه من الصعب
ان تطلق النار على شعبك وفي مثل هذا الموقف يمكنك ان تعرف ميزة الاستعانة
بالمرتزقة الذين يسهل عليهم ان يطلقوا النار على الشعب الليبي بالمقارنة
مع الجنود الليبيين”.
وبوسع القذافي ان يمنح المرتزقة ما يريدون اكثر من اي شيئ اخر وهو
المال وقال سابيلو جوميو الباحث بمعهد الدراسات الأمنية في جنوب افريقيا
“ان المرتزقة لا يدفعهم سوى الربح فطالما يكسبون المال فسيقومون بما هو
مطلوب، واناس مثل القذافي لديهم المال”.
القفز الى الاستنتاجات
ولكن بعض الخبراء ضد القفز الى الاستنتاجات في ليبيا التي يوجد من بين
سكانها من هم سود البشرة ويمكن ان يخدموا في الجيش ويشمل هذا التشاديين
الذين وقفوا الى جانب القذافي في الماضي في صراعاته مع تشاد وتمت مكافاتهم
بالمنازل والوظائف والمواطنة الليبية.
وقالت منظمة غوث اللاجئين التابعة للامم المتحدة انها تلقت تقارير
مقلقة حول انقلاب الليبيين ضد اللاجئيين الافارقة الذين يتهمونهم بانهم
مرتزقة.
وقال الباحث ايساكا سوارا “في جنوب ليبيا هناك اناس اصولهم من جنوب
الصحراء الافريقية ومنهم من يتحدثون الهاوسا وبعضهم دخل الجيش الليبي
وربما كان هؤلاء من اوائل من تم الاستعانة بهم ضد المتظاهرين وهنا يكون
اسهل على الناس الاعتقاد بانهم اجانب.
واضاف قائلا “بدأ الناس يتحدثون حول هذا الامر في اليوم الثالث، واعتقد
ان القذافي لديه ما يكفي من المصادر قبل اللجوء الى المرتزقة ثم كم
سيتطلب الامر من القذافي للاستعانة بالمرتزقة ونشرهم؟ ربما اسبوع، ولذلك
استبعد وجودهم في تلك المرحلة المبكرة ولكن يمكن ان يحدث ذلك في حالة
استمرار تمرد
وحدات الجيش
”.