ماذا سيسمع أردوغان في ضيافة الوليد بن عبد الملك..؟
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
المساهمات : 632 تاريخ التسجيل : 18/02/2011
موضوع: ماذا سيسمع أردوغان في ضيافة الوليد بن عبد الملك..؟ الجمعة سبتمبر 07, 2012 1:32 pm
لاأدري إن كنت قد بلغت من العمر عتيا.. وزاغ بصري واعتلت ذاكرتي.. وارتجفت يداي.. وتهدج صوتي.. لكن أرجو ممن يقرأ لي هذه الكلمات أن يعيد لي ذاكرتي المضطربة إن كان قد أصابها عوج وقلاقل عقلية ووصلتها رياح الربيع العربي "العليلة".. ووصل شعار (العمر يريد إسقاط الدماغ) إلى جدران عقلي المتعب.. وارتفعت التكبيرات من أنفاق حفرها المجاهدون تحت كل مابنيته من شعر وقصائد حب.. وتحت سجادة الصلاة..
أرجو منكم أن تتفهموا قلقي على ذاكرتي التي قد تعلن انشقاقها عني.. فهو زمن انشقاق كل شيء على الهواء وزمن بيع الذاكرة كقطع العقار والطابو وقطع الغيار.. وأتمنى منكم أن تعذروا تعرّقي من الحمى وسخونة جبهتي وتقلب معدتي.. فهو زمن الكوليرا وجنون البقر والبشر.. وهو زمن توجّع جسد الكرامة وصرخات اغتصابها عدة مرات على فراش النسيان العربي.. لتنجب لنا.. زمن السيد رجب طيب أردوغان..
أقول هذا لأنني حسب ما أذكر فإن الله قد "أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله".. ولم يكن هناك أي ذكر للجامع الأموي في رحلة الإسراء والمعراج ولا ذكر لقبر صلاح الدين..
فبالله عليكم خبروني ياجماعة إن كان البراق النبوي قد أعلن انشقاقه أيضاً وهرب إلى قطر؟؟ وأصدقوني القول.. إن كان المسجد الأقصى قد أعلن انشقاقه عن المسجد الحرام؟؟ وأن قبر صلاح الدين قد هرّبته المخابرات الفرنسية إلى قبرص ليعلن انضمامه لمجلس استانبول.. وأن وثائق فرنسا السرية قررت الآن وفي هذا الوقت بالذات أن يصحو ضميرها.. وقد تكشف لنا يوماً أن سلطان باشا الأطرش قد أعفي من الإعدام لأنه أبرم صفقة سرية مع الفرنسيين باع فيها ماباع.. وأن فارس الخوري قد دخل الجامع الأموي ليشق صفوف المجاهدين..
أرجوكم اغفروا لي هذياني لأنني محموم.. فعلام يريد أردوغان تحويل جهة الإسراء والمعراج من المسجد الأقصى إلى المسجد الأموي في دمشق..؟ كان كل القادة المسلمين يضحكون علينا بأن يطلبوا أن تكون صلاتنا القادمة في المسجد الأقصى؟ وماتوا واحداً بعد الآخر ولم يأخذنا أحدهم للصلاة فيه؟ فما الذي جرى حتى تغيّرت وجهة الرحلة وطقوس الصلاة؟!..
هل تغيّر الإسراء والمعراج ليصبح رحلة "الإرساء والانعراج" التي حمل فيها البراق الثوري السيد محمد مرسي إلى المسجد الأموي أيضاً.. حيث تبدل الإسراء وتلعثم وتراكبت حروفه وتشقلبت وصار اسمه "الإرساء" الذي أرساه خطاب محمد مرسي ثم انعرج الإسراء عن المسجد الأقصى وأرسى الجهاد في سورية؟؟؟..
فقد بلغني أن السيد رجب طيب أردوغان زفّ لنا نبأ أنه سيصلي منتصراً في المسجد الأموي قريباً وسيقرأ الفاتحة على قبر صلاح الدين في دمشق.. فلا حول ولاقوة إلا بالله.. كل المؤمنين صاروا يريدون أن ييمموا وجوههم شطر المسجد الأموي لا الأقصى.. وكل المؤمنين يتدافعون بالمناكب لقراءة الفاتحة على قبر صلاح الدين.. الذي أقسم أنني سمعته يستيقظ من رقاده وينفض الغبار عن عينيه من ضجيج الزوار التواقين لزيارته وقراءة الفاتحة.. ويطلب منهم عدم الإزعاج والذهاب إلى القدس بدل الثرثرة.
ربما لم أفهم القرآن مثل إسلاميي هذا الزمان.. فالله أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا "حوله".. كأن الله كما يبدو قد بارك "حول" الأقصى ولم يبارك الأقصى.. وربما استعمل الرئيس مرسي خبرته في مؤسسة ناسا الفضائية وحدّد بالضبط عبر الأقمار الصناعية طريق مرورالخطوط الجيوديزية "المباركة" لما هو (حول) المسجد الأقصى ووجد أنها تقع في قلب الجامع الأموي في دمشق وتمر بقبر صلاح الدين.. ومن بين أضلاع صدره.. فهرول خلفها صديقه المؤمن الصادق أردوغان.
يستحق المسجد الأقصى الرثاء فهو مسكين ينام على الأنفاق وقد لايطلع الصبح عليه وقبضايات العرب والشرق منشغلون بالجامع الأموي وأهل الجامع الأموي.. المسجد الأقصى سيسمى قريباً "جبل الهيكل" بشكل رسمي على كل الخرائط كما سيسلم بذلك الرئيس المصري محمد مرسي شاء أم أبى والذي أرسى "كامب ديفيد" هرماً رابعاً إلى جانب خوفو.. وأرسى التنازل عن المسجد الأقصى لأنه بدا واضحاً أنه يريد ماحوله فقط.. أرض الجامع الأموي!!.
فلا أحد يريد الصلاة في الأقصى إلا الشيخ صلاح الدين أبو عرفة الذي تركوه وحيداً وصار مع نفر من أصحابه مثل أهل الكهف منسيين في كهفهم (الأقصى).. حتى حماس لم تعد تريد المسجد الأقصى وربما تفكر في استثمار الأنفاق تحته لصالحها وصالح تجارة الأنفاق التي صنعت مليونيراتها..
والقرضاوي الذي توسل إلينا أن نضع دم القذافي في رقبته.. سيطلب منا أن نعتبر أن دم الأقصى في رقبته أيضاً.. كيف لا ورقبته مليئة بالدماء وهي حمّالة للدماء والحطب.. منذ أن وشى بأصدقائه إلى مخابرات عبد الناصر وفرّ إلى الخليج.. رقبته حملت دماءهم وبدأت رحلة حمل الدماء على الرقبة منذ ذلك الوقت.. سيصل القرضاوي يوم القيامة إلى الله ورقبته طويلة كرقبة البعير ليس لأنه يتردد في قول الكلام كبعض جليلي الصحابة وآل البيت.. بل من كثرة الدماء في رقبته.. وربما يصل طول رقبته المليئة بدم الناس إلى طول عنق ديناصور (اركيتو اليسوني) ذي العنق الطويل جداً..
على كل حال يكفي الجامع الأموي أنه الجامع الذي ترنو إليه المساجد الحزينة والمحتلة وتعوذ به المدن الجريحة والعواصم المهزومة.. وأنه المسجد الذي بقي حراً حتى الآن بعد استسلام الأزهر الشريف ورفعه الرايات البيضاء وانشغاله بالرضاعة والشفاعة وجناح الذبابة وكتابة التعاويذ والحجب للرئيس.. وبعد غرق المسجد الحرام في بحيرة النفط السوداء واستقراره في كرش عبد العزيز آل سعود.
أصدقكم القول إنني كلما قررت أن أحيل السيد أردوغان على التقاعد من مقالاتي وأن أعفيه من الحضور المتكرر - لأنه صار مملاً مثل موديلات مسلسل باب الحارة والبيئة الشامية وقبضاياتها- يطل برأسه مبتسماً لأجد نفسي مضطراً لرحلة "الإسراء والمعراج" الكتابي نحوه.. فالرجل يصرّ على أن يكون له حصة في كل مقالة.. وأن تلسعه سخريتي واستهزائي بشنباته حتى آخر يوم له في حكم تركيا..
وما أريد أن أقول لهذا الرجل.. إنني لست أموياً.. لكنني حفيد ذلك الأموي الوليد بن عبد الملك الذي بنى الجامع الأموي.. ومن أراد دخول بيت جدي عنوة فسيسمع صوته يصرخ في دمي.. وسأقتل هذا المتطفل.. وأعلقه.. على باب بيت جدي..
وما أريد أن أقول لهذا الرجل إنني لست من سلالة صلاح الدين.. لكن أحد جدودي كان من بقايا جيشه الذي عاد من حطين عندما كان جدود أردوغان تائهين في الأناضول.. ولايزال دم جدي يسري في عروقي.. ولايزال سيفه معلقاً في صدر البيت ولمعان شفرته لازال كالبرق في لفتات عيوني.. ومن أراد قراءة الفاتحة عنوة على قبر صلاح الدين فأعده أنني سأقرأ الفاتحة عليه عند قبر صلاح الدين.. قبل أن ينهي قراءة الفاتحة..
إنني لا أدري إن كان من قبيل المصادفة تماثل لحن كلمة "أردوغان" مع كلمة "الشيطان" لكن هناك تشابهاً أيضاً في المصير وسيرة الحياة والأخلاق والأقدار.. وما أدركه هو أن الشيطان قد أخرج من الجنة.. ولن يعود إليها.. والشام جنة.. ومن أخرج منها فلن يعود إليها لا بقراءة الفاتحة ولا بقراءة القرآن كله.. ولو جاء يرتدي أستار الكعبة عباءة..
أردوغان ياعزيزي ويا أيها الشيطان الصغير ذو الذيل الطويل.. لقد خرجت من الجنة.. ولن تعود إليها.. وستموت في هذه الحسرة..
تذكر جيداً ياعزيزي.. لقد سقط الجنوب من خرائطك.. فليس في الجنوب غير البحر.. ولانهاية لهذا البحر.. ومهما سافرت في أمواجه فلا يابسة أمامك ولاأمل ولامنارات ولاطيوراً تحوم حول أشرعتك لتعطيك الأمل بالموانئ.. فأبحر إلى ماشاء الله نحو الجنوب.. ووداعاً ياموانئ الجنوب..
الموت الصاخب في عينيك هو مانراه الآن يا رجب.. والموت الهادئ في الشمال البارد هو مانتمناه لك يارجب.. حيث رياح الشمال الباردة.. ربما قادمة من الجنوب!!.
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
ماذا سيسمع أردوغان في ضيافة الوليد بن عبد الملك..؟