الحرب على سورية... مصدر دبلوماسي خاص: الأسد سينتصر طالما استطاع فصل مرتزقة الجيش الحر عن بيئاتهم الحاضنة
مع اتساع رقعة المواجهات التي تشهدها الساحة السورية بين كل من الجيش العربي السوري وميليشيات الجيش الحر والعصابات المسلّحة الأخرى, وتفاقم حدة المعارك والخسائر التي تعصف كلا الجانبين, يتطلع السوريون إلى مستقبل بلدهم الأم, فأبناء سورية هم الذين يدفعون الثمن, سيما بعد انجرار البعض في بداية ما سمي بالثورة إلى يسمى ربيع سورية, وانسياقهم إلى تنفيذ مشروع أمريكي صهيوني عربي لتفتيت سورية, لكن بعد أن أصبح المخطط واضح وباتت الجماعات المسلحة تنتشر في كل بقاع الوطن, سيما مع استمرار الماكينة الإعلامية بالضخ المستمر نصرةً لهؤلاء المسلحين, والضخ غير المتقطع للدولارات لتلك المجموعات, واللعب على الوتر الطائفي، فإن الوضع بات من الخطورة بمكان بحيث تمتد خطورته إلى كل بيت؟!
وهنا يمكن أن يسأل سائل.. إلى متى ستستمر معركة نزيف الدماء السورية؟! هل حتى يقضي المسلحون وميليشيات الجيش الحر على آخر شخص يرتبط بالقيادة السورية, والقضاء على جميع المؤيدين لذلك النظام؟!! أم تصفية النظام لتلك الجماعات المسلحة والتي باتت تتجاوز مئات الآلاف من المسلحين, وبالتالي القضاء على ذويهم وبيئاتهم الحاضنة التي أصبحوا كذلك الأمر على قناعة تامة بدفع الغالي والرخيص لإسقاط النظام؟!!!
وعليه يؤكد مصدر دبلوماسي رفيع المستوى أن مرحلة الحسم ستطول, والتضحيات البطولية ستقدم بتلك المرحلة, لكن رائحة النصر بدأت تفوح, وسورية الغد لن تكون مثل سورية الأمس, حيث ستكون أكثر قوة وبسالة وصرامة سيما مع عربان الخليج الذين ساهموا بنزف الدم السوري, متجاهلين أن اللعب مع الأسد لن يكون بالأمر السهل.
كما أكد المصدر أن الرئيس بشار الأسد مستمر بعملية التطهير وأن المعارك التي تجري الآن دخلت بمرحلتها الأخيرة وأن الجيش العربي السوري مستمر بالقضاء على تلك المجموعات, مؤكداً رفضه رفضاً تاماً التفاوض مع تلك المجموعات, فسورية ستبقى دولة موحدة ولن يكون هناك قوة على أراضيها غير الجيش العربي السوري, ولا يزال الأسد يملك العديد من الأوراق التي من شأنها قلب الطاولة على رؤوس داعمي الثوار في بلده.. مشدداً أن الأسد بعد حسمه لمعركة الداخل سينتقم من حكام تلك الدول التي باتت بتصرفاتها وأعمالها, دول شقيقة للعدو الاسرائيلي, ومحاربة حكوماتها حق مشروع للشعب السوري.
كما أن الأسد عندما أدرك أن حملات التحريض الإعلامية الهائلة استطاعت استجرار قطعان من ضعفاء النفوس إلى الشوارع بحجة المطالبة للإصلاحات, وانتقال تلك الحملات لتحقيق مخطط مفاده إسقاط "فكرة" الجيش العربي السوري وزرع أفكار تهدف لمحاربة هذا الجيش والذي يعد آخر الجيوش العربية عداوة مع اسرائيل, واستبدال الجيش السوري بما يسمى بالجيش الحر, وهو عبارة عن مجموعة قطاع الطرق وأشخاص مغرر بهم إضافة لجهاديين وإرهابيين من كل دول العالم, وهتاف بعض المناطق السورية لذلك الجيش, عندها أدركت القيادة السورية أن القضاء على تلك المرتزقة في مراحلها الأولى سيجعل الناس متمسكين أكثر بذلك "الجيش" .. لأن كل ما هو ممنوع مرغوب.. وعليه تركت فئران الناتو تحكم السيطرة على بعض المناطق, عندها استفاق الأهالي من حلم الحرية الذي كانوا يعيشون في ثناياه وأدركوا الكذبة الكبيرة التي تمارس عليهم, وما جرى في منطقة إعزاز في ريف حلب خير برهان, حيث فاجئ المئات من الأهالي ببلدة إعزاز بمظاهرة تهتف للرئيس "بشار الأسد" وضد عصابات قطاع الطرق الإجرامية من "الجيش الحر"، وهي أربع مجموعات مسلّحة تسيطر على المنطقة، ورفع المتظاهرون، وهم من المعارضين الشرسين للسلطة، شعاراً رئيساً في التظاهرة يقول: "نارك يا بشار .. ولا زعامتك يا عمار"، في إشارة إلى المجرم وقاطع الطريق "عمار الداديخي".
وعليه يمكننا أن نقول أن الأسد انتصر وسيعلن انتصاره للعالم بأسره, بمجرد استطاع أن يجرد تلك المجموعات من بيئتها الحاضنة, وستكون سورية مقبرة لكلاب الناتو ولجهادييه.