بیروت (العالم) 07/09/2012 ـ أكد الخبیر العسكري والاستراتيجي العميدالركن المتقاعد أمين حطيط أن تنظيم القاعدة الذي نشأ في حضن المخابرات الأميركية بات اليوم يشكل رأس الحربة في القتال الدائر في سوريا؛ مشدداً علی أن مايؤكد ذلك هو تحقق كل الأساليب التي ينتهجها هذا التنظيم في عملياته الإرهابية التي ينفذها هناوهناك.
وفي حوار مع قناة العالم الإخبارية مساء أمس الخميس لبرنامج "حوار الساعة" لفت أمين حطيط إلی أن العناوين الرئيسية التي ترفع بوجه النظام السوري تكتسي عناوين تكفيرية فيما تتقاطع كل هذه العناوين مع ماترفعه القاعدة منذ أن نشأت وترعرت في حضن المخابرات الأميركية واستخدمتها أميركا في أكثر من مجال.
وأوضح أن القاعدة وفي منهجية عملياتها الإرهابية تعتمد علی ثلاثة أنواع من أساليب القتال وهي التفجير الانتحاري واستهداف الأماكن المكتضة بالسكان لإحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر وكذلك إحداث المجازر التي يمكن أن تقود إلی فتن طائفية؛ لافتاً إلی أن كل تلك الأساليب قد تحققت في سوريا بشكل قاطع.
وأكد أن القاعدة باتت تعتبر الآن رأس الحربة في القتال في سوريا وعن طريق المجموعات الإرهابية التي تقوم بالقتال ضد النظام القائم في سوريا.
وفيما شدد علی أن القاعدة لاتعمل ضد أميركا، بين أمين حطيط أن الولايات المتحدة باتت تعلم أن الإرهاب في سوريا قد بات أمام مشهد ميئوس منه، مضيفاً: لحد الآن فإن أميركا مرتاحة لمايجري ولذلك هي تمنع الحوار، ولكنها في اللحظة التي تدرك بأنها سوف تفقد السيطرة فسوف تدخل في حوار للسيطرة علی الأزمة.
وأكد أن الذي منع الحوار وكذلك من رفضه من معارضة الداخل أو الخارج هو الذي أطال الأزمة، مصنفاً المعارضة في سوريا إلی: معارضة داخلية مخدوعة؛ ومعارضة داخلية مشلولة وغيرفاعلة؛ ومعارضة خارجية مرتهنة. وقال: إن كل هؤلاء يتقاطعون عند نقطة واحدة وهي عجزهم عن الدخول في حوار لأنهم لايملكون الحجة؛ حيث استفادت أميركا من هذه النقطة.
وخلص إلی القول: أن أميركا لاتريد حلاً للأزمة السورية لأنها تريد بشكل أساس التخلص من الجيش السوري كما دمرت الجيش العراقي وأخرجت الجيش المصري من حلبة الصراع وحيّدت الجيوش العربية الأخری، ولم يتبق لها في ساحة الصراع إلا الجيش العربي السوري يمكن أن يواجه إسرائيل أو يحتضن المقاومات.
وأضاف أن الذي صعقت به أميركا هو صلابة ومناعة الجيش السوري وقدرته علی اجتثاث العملية الإرهابية. لافتاً إلی أن الفارين من الجيش السوري لا يتعدی عددهم في كل الأحوال أكثر واحد بالمأة من مجموعة الجيش؛ وقال: لذلك فإن مايسمی من جيش حر في سوريا إنما هو كذبة ويافطة ينطوي تحتها إرهابيون لاعلاقة لهم بالجيش.
وبين أن أميركا يئست من استراتيجين أولی وثانية في تحقیق الأهداف وإنقاذ الأهداف بعد أن بات حلمها في إسقاط النظام المقاوم في سوريا حلماً بعيد المنال، وقال: لذلك أعتقد أن أميركا في الأشهر الثلاثة المقبلة ستظهر مانسميه استراتيجية تحديد الخسائر، وفي جوهر ذلك الخروج مع حفظ ماء الوجه والتضحية بالأدوات، والدليل علی ذلك مانراه من هستيريا تصعيدية شهدناها في الأيام الأخيرة ضد سوريا.