موضوع: ملامح التقهقر والهزيمة تلاحق الإرهابيين في سورية الخميس سبتمبر 06, 2012 11:40 pm
ملامح التقهقر والهزيمة تلاحق الإرهابيين في سورية ============================== تشير بعض المعطيات الداخلية والخارجية المرتبطة بالأزمة في سورية إلى أن المعركة الفاصلة والنهائية بين الدولة السورية بمؤسساتها الشرعية والمجتمع الملتف حولها من جهة وبين الإرهاب بمجموعاته المسلحة بالإضافة إلى قطعان المرتزقة القادمين ومن يدعمهم ويسلحهم في الخارج قد تجاوزت ذروتها وإنها دخلت في طور الانحسار والتلاشي وصولا لمرحلة انتصار منطق الدولة والإصلاح والاستقرار الذي ترعاه وتحتضنه سورية على منطق الإرهاب والفوضى والتخريب الذي صدرته أنظمة الفسق والفجور في الخليج.
فعلى الأرض تتابع الدولة السورية بمختلف مؤسساتها دورها في خدمة المجتمع والشأن العام وقد تجلى ذلك بتحديد موعد انطلاق العام الدراسي وافتتاح موسم المدارس رغم كل ما لحق بهذا القطاع من خسائر بفعل المجموعات المسلحة، كما تجلى ذلك أيضا في تمكن مؤسسات وزارة الصحة من تقديم خدماتها لجميع المواطنين في مختلف الأوقات والظروف، وتمكن المؤسسات المالية والبنوك من الاستمرار في نشاطها وتأمين الرواتب والأجور لكل العاملين في الدولة رغم كل ما لحق في المؤسسات الاقتصادية من تخريب متعمد..
في المقابل تبدو ملامح التقهقر والهزيمة ظاهرة على وجوه وسلوك الجماعات المسلحة الإرهابية ومن يقودها ويدعمها من أطراف ودول خارجية، ويعزز هذا المعطى إطلاق هذه الجماعات تهديدات باستهداف المطارات المدنية السورية وإعطاء مهل للطيران المدني والعودة إلى سياسة تفخيخ السيارات وتفجيرها في المناطق الآهلة بالسكان المدنيين وهذا يشكل بحد ذاته ذروة الأعمال الإرهابية التي يدينها العالم بإجماع دوله، وهي أعمال قذرة ليس بإمكان مرتكبيها أن يفعلوا أشنع منها بعد أن مارسوا كل موبقات الخطف والقتل والتمثيل بالجثث والتخريب والاعتداء على المستشفيات والمدارس والمؤسسات الخدمية والاقتصادية، في الوقت الذي يسعى فيه مجلس اسطنبول الاخواني العميل لاستعطاف الدول الغربية تحت عناوين إنسانية من أجل استجرار واستدرار التدخل العسكري الخارجي من هذه البوابة، وقد كان لافتا تسول المدعو عبد الباسط سيدا مثل هذا التدخل خلال لقائه وزير خارجية اسبانيا قبل أيام حين طالب بهذا التدخل بذريعة حماية المدنيين، الأمر الذي يكشف فعليا عجز المعارضة المسلحة عن حسم المعركة بقواها الإرهابية الذاتية ولذلك هي تستعين بإرهاب خارجي دولي يشكل حلف الناتو رأس حربته.
وما يعزز القناعة بأن قوى الإرهاب في سورية قد وصلت إلى حافة الانهيار والهزيمة، هو استخدامها للمدنيين كدروع بشرية في مواجهاتها مع الجيش العربي السوري واختبائها في الأحياء المدنية الآمنة، وكذلك كثرة حديثها عن «الانسحابات التكتيكية» من المناطق التي يطهرها أبطال قواتنا المسلحة من رجس مرتزقتها وخاصة في حلب ودرعا وبعض مناطق الغوطة الشرقية لمدينة دمشق ما يعني أنهم يتلقون ضربات قاسية وصعبة على يد جنودنا البواسل المصممين على تطهير البلاد من رجسهم.
مؤشر آخر على الوضع المزري لهؤلاء المرتزقة هو ارتفاع صراخ وتهديد المسؤولين الأميركيين والأوروبيين والأتراك ضد سورية والزيارات الخاطفة التي يقوم بها مسؤولون خليجيون لبلدان أوروبية، وهذا يعني أن الجهات الراعية للإرهاب في سورية بدأت تخشى على مخططاتها من الفشل وهي بهذه المحاولات اليائسة تسعى إلى بث الروح في جسد المجموعات المسلحة المنهارة ورفع معنوياتها المنخفضة بفعل الهزائم المتلاحقة التي ألمت بها.
لقد أثبتت الوقائع المتلاحقة والأحداث بتطوراتها المختلفة أن ما يجري على الأرض السورية منذ أكثر من عام ونصف العام لم يكن حراكاً شعبياً نظيفا يستهدف الكرامة والحرية والديمقراطية كما قيل، وإن رفعت هذه الشعارات البراقة في الأيام الأولى للأحداث، وإنما كان مشروعاً أميركياً صهيونيا ً«عربيا» لاستهداف وكسر النظام العربي الوحيد الذي قاتل إسرائيل وقاومها بصدق ورفض الصلح أو السلام معها على حساب الحقوق الفلسطينية والعربية، مشروع ومخطط أجنبي تورط فيه بعض السوريين إما قصدا أو عن غير قصد، ولذلك فإن من تورط فيه عن غير قصد فقد تراجع وراجع حساباته وعاد إلى جادة الصواب واختار الدولة والحوار والمشاركة بديلا عن القتل والفوضى والتخريب، وأما من تورط عامدا متعمدا فقد اختار الاستمرار في ضلاله وعمالته وغيه رغم كل ما جرّه ويجرّه من ويلات على شعبه ووطنه، لذلك نرى هذا النوع يتنقل من عاصمة إلى أخرى طلبا للوصاية وبحثا عن التدخل العسكري الذي يدمر بلاده ويقتل شعبه كما حدث في ليبيا والعراق.
ما يجري اليوم في سورية هو معركة بين إرادة الشعوب الرافضة للهيمنة الغربية والطامحة لتعزيز الاستقلال والسيادة والإصلاح وبين قوى العدوان والتطرف والإرهاب الطامحة للتخريب والفوضى والتي لا تجد ضيرا في رهن السيادة والاستقلال لمن يدفع أكثر وهذا ما يتناقض تماما مع الحرية والديمقراطية، وهي معركة مهما طالت أو قصرت فلن تنتهي إلا بانتصار إرادة الشعب على أعدائه في الداخل والخارج، وكما قيل سابقا ثمة قوتان لا تقهران قوة الله وقوة الشعب.