موضوع: حرب أكتوبر.. حقائق جديدة؟ الخميس مايو 10, 2012 6:12 pm
حرب أكتوبر.. حقائق جديدة؟
سفير سوفيتي سابق يكشف خفايا الحرب العربية - الاسرائيلية في عام 1973 يمكن بعد مرور قرابة أربعين عاما على حرب ثلاثة وسبعين أن تظهر معلومات جديدة إطلاقا تغير من الأساس التصورات الثابتة عنها وعن أسرارها؟ هل يمكن الوثوق بشهادات مُفادها أن حرب أكتوبر إنما كانت عملية تواطؤ مشتركة نفذتها كل من مصر وإسرائيل والولايات المتحدة بالاتفاق والتنسيق المسبقين فيما بينها وتقاسم الأدوار في تمثيلية عسكرية سياسية؟
معلومات حول الموضع:
لعل المعلوماتِ المعروفة عن حرب اكتوبر1973 كثيرة ٌ لدرجة يصعب معها ان نتصور ظهور معلومات جديدة، من حيث المبدأ، عن تلك الحرب. الا ان الصحفي الإسرائيلي المعارض اسرائيل شامير توصل الى استنتاجات مثيرة حقا. وبحسب شامير أقدم زعماء مصر واسرائيل والولايات المتحدة عام 1973 على تواطؤ جعلهم يبلـّغون بعضهم البعض بالخطط الحربية سلفا، فيما كانت العمليات القتالية في سيناء مجرد مسرحية دموية. ذلك لأن المصريين عبروا القناة ، كما يؤكد شامير، بموافقة سرية من القيادة الإسرائيلية العليا، فيما كانت الضربة الجوابية الإسرائيلية، بدورها، قد نسقت سرا مع الرئيس أنور السادات. وبناء على هذه الرواية، لو صدقناها، يستنتج ان السادات أقدم منذ البداية على خيانة حليفته سورية وكذلك ترك الدبابات الإسرائيلية تتقدم نحو قلب مصر، وعرّض جيشه لضربة العدو. كل ذلك من اجل الصداقة مع أميركا عبر توقيع الصلح مع اسرائيل.
هذه الإستنتاجات التي تغير من الأساس التصورات الشائعة عن تلك الحرب توصل اليها شامير، كما يقول، استنادا الى مذكرة سرية وقعت في يده من وثائق الدبلوماسي السوفيتي الراحل فلاديمير فينوغرادوف سفير الإتحاد السوفيتي السابق لدى مصر في تلك الفترة. ويبدو ان فينوغرادوف اعد مذكرته هذه ليرفعها الى القيادة السوفيتية في يناير/كانون الثاني عام 1975 في اعقاب انتهاء مهمته الدبلوماسية في مصر. وكان السفير فينوغرادوف التقى مرارا الرئيس السادات وقادة الأركان العامة للقوات المسلحة المصرية. كما التقى مع هنري كيسنجر الذي كانت له آنذاك اليد الطولى في السياسة الخارجية الأميركية. وهو، كما يقول شامير في روايته، صاحب خطة التواطؤ السري بين السادات واسرائيل في عام 1973. فهل نصدق او لا نصدق حيثيات هذه الرواية؟ سؤال ليس بالهين او البسيط. أما إذا كانت الرواية قائمة على وثائق حقيقية بالفعل فإن المسألة تستحق، والحال هذه، مناقشة جدية في أقل تقدير.