170 ألف قذيفة صاروخيّة مقابل الحيتس والقبّة. خارطة الصواريخ

170 ألف قذيفة صاروخيّة مقابل الحيتس والقبّة. خارطة الصواريخ

المصدر: يديعوت أحرونوت ـ يوآف زيتون

الردّ على الهجوم على إيران قد يجرّ بالمثل هجوما خارجا عن السيطرة لأكثر من 170 ألف قذيفة صاروخيّة وعدّة مئات من الصواريخ، تقريبا من كلّ اتجاه ـ لكنّهم في إسرائيل مقتنعون بأنّ المنظومات الدفاعيّة تُنقذ "حياة بكميّات". لماذا إيران تُرعب أقلّ ولمن الترسانة الأكبر؟
في حال خرجت خطّة ضرب المنشآت النووية في إيران إلى حيّز التنفيذ، قد يمتصّ الداخل الإسرائيليّ عددا ضخما من القذائف الصاروخيّة والصواريخ من قبل الجمهوريّة الإسلاميّة وحلفائها: يقدرّون في إسرائيل أنّه بين يديّ سوريا 100 ألف قذيفة صاروخيّة، لدى حزب الله نحو 60 ألفا، وتملك حماس نحو 12 ألفا أمّا الإيرانيون فبين أيديهم نحو 450 صاروخا دقيق الإصابة.

بحسب علم معارضي الهجوم، قرار تأجيل النشاط العسكريّ لن يُخفّف من حجم التهديد. وبحسب التقديرات في المؤسسة الأمنيّة، الدول والتنظيمات في المنطقة ستستمرّ في عمليّة التسلّح في السنوات القادمة وستزيد بنسبة عشرات بالمئة من كميّة القذائف الصاروخيّة والصواريخ التي بحوزتها ـ وسائل قتالية بحيث تكون السلاح الأساسيّ، إن لم يكن الوحيد، لكلّ عدوّ ضدّ إسرائيل في أيّة حرب مستقبليّة.

من الجهة الثانية تقف إسرائيل مع منظومات دفاعيّة جويّة خاصّة بها ـ أربع بطّاريّات للقبّة الحديديّة، اثنتان أخريان تصلان السنة القادمة، منظومة حيتس 2 وفي المستقبل أيضا العصا السحريّة، الموجودة الآن قيد التطوير. مقابل عشرات الآلاف من القذائف الصاروخيّة، يقول مطوّر الحيتس عوزي روبين، هذه المنظومات "ستنقذ حياة البشر بكميّات".

يمتلك حزب الله اليوم نحو 60 ألف قذيفة صاروخيّة، خمسة أضعاف ما كان يملك في حرب لبنان الثانية. معظمها قادر على الوصول إلى المداخل الجنوبية لحيفا، عدّة آلاف من القذائف الصاروخيّة بحسب تقدير المؤسسة الأمنيّة قادرة على الوصول إلى تلّ أبيب والقدس، وعدّة عشرات إلى مئات عدّة قادرة على الوصول إلى بئر السبع.

عدّة عشرات هي في الواقع صواريخ بكلّ معنى الكلمة، وهي مزوّدة بمنظومة توجيه قادرة على اقتياد الصاروخ لنقطة محددّة (مثل قاعدة عسكرية أو منشأة استراتيجية قوميّة) ـ بخلاف القذائف الصاروخيّة، التي هي سلاح ذو دقّة وفتك منخفض لكن مع قدرة تخويف وإسكات جوهريّة.

ليس فقط حزب الله، النشاط المركزيّ لطهران في الشرق الأوسط، يتعاظم. بالإضافة إلى التسلّح بصواريخ مضادّة للطائرات روسيّة متقدمّة تقضّ مضجع قادة سلاح الجوّ، فإنّ نظام الأسد المنهار ما زال يخفي في تحصيناته ما يقارب الـ100 ألف قذيفة صاروخيّة من مختلف الأنواع.

كما في حالة حزب الله، حتى هنا معظم القذائف الصاروخيّة فعّالة في المديات القصيرة التي قد تصل إلى نحو 50 كلم، لكنّ 2000 منها قادرة على الوصول إلى حيفا وتل أبيب. كميّة أصغر تُغطي معظم مساحة دولة إسرائيل.

في حال اندلاع حرب في المنطقة، معلوم أنّه حتى حماس قادرة على المشاركة في إطلاق النيران نحو إسرائيل. بين يديّ التنظيم المسيطر على قطاع غزّة ترسانة من 12 ألف قذيفة صاروخيّة، في أعمّها الأغلب (أكثر من 90%) فعّالة للمديات الشائعة، القصيرة والمتوسطّة ـ بئر السبع في الشرق وأشدود ويفنا في الشمال. قسم صغير من الصواريخ قادر على الوصول إلى تل أبيب.

لكنّهم في المؤسسة الأمنية يقلقون أكثر بالطبع من الجهاد الإسلاميّ، الذي راكم قوّة كبيرة في القطاع وقاد جزءا من جولات التصعيد تجاه إسرائيل ويعتبر "سفير" إيران في غزّة. ورغم أنّهم في إسرائيل يقدرّون أنّ قوّته العسكرية توازي قوّة حماس، إلاّ أنّه ليس واضحا بكم قذيفة صاروخيّة يحتفظ التنظيم وكيف ومن أين ـ من القطاع أو من سيناء ـ سيعمل في حال هاجمت إسرائيل إيران. لا شيء يمنع من أن تنضمّ منظمات الجهاد العالمي المتواجدة في سيناء إلى الحرب أيضا وتُطلق قذائف صاروخيّة من نوع غراد نحو إسرائيل.

بالتأكيد الصواريخ الإيرانية التي تهدد طوال الوقت "بإزالة إسرائيل" عن الخارطة، تزعج المؤسسة الأمنية قليلاً. ووفقا للتقديرات المختلفة، يوجد لدى الإيرانيين حوالي 450 صاروخ شهاب طويلة المدى قادرة على ضرب أهداف دقيقة في إسرائيل مع سعة أخطاء لـ 2،6 كلم. رأس حربي لصاروخ كهذا يشمل حوالي 1000 ـ 750 كلغ مادة متفجرة، ثلاثة ـ أربعة أضعاف من السكاد الذي دمر البيت في شارع أبو هلال في رمات غان في حرب الخليج.

ومع ذلك، المسافة الكبيرة من إيران (حوالي 1300 كلغ) ستسمح للجيش بكشف الإطلاق، بإعطاء أمر إلى الجمهور لمدة عشر دقائق على الأقل وفي المقابل لإطلاق صاروخ الحيتس من اجل اعتراض صاروخ شهاب.

"تأثير القذائف الصاروخية هو عامل نفسي"

من المهم الإشارة إلى أن الترسانة الضخمة المذكورة آنفا تشمل بشكل خاص قذائف صاروخية وليست صواريخ. القذيفة الصاروخية هي سلاح إحصائي قدرة إصابته تمتد عدة كيلومترات في الحالة الجيدة، بخلاف الصاروخ الموجّه ومع قدرة تحكم بين عشرات ومئات منفردة من الامتار.

ووفقا لكلام رئيس أمان السابق، رئيس كلية الأبحاث الأمنية للتهديدات اللواء (احتياط) عاموس يدلين "لدى القذائف الصاروخية تأثير عسكري منخفض، معظمها يسقط في ميادين مفتوحة. القذائف الصاروخية هي وسيلة إرهابية مع قدرة تأثير نفسي. لدينا قدرة على الدفاع إزاءها وخصوصا كيفية الهجوم، التحذير والاعتراض".

إزاء الصواريخ الموضوعة، وفقا للتقديرات، حزب الله، سوريا وإيران سيطالبون بالحفاظ على مستودع الوسائل القتالية الخاصة بهم ولن يطلقوها جميعها. قسم من تلك التي سيتم إطلاقها سيخفق خلال تحليقها، قسم آخر سيتم اعتراضه من قبل منظومات الحيتس أو القبة الحديدية (وفي المستقبل أيضا من قبل العصا السحرية) وفقط قسم صغير سيصيب الهدف.

يوضح روبين، وهو حائز وسام تقدير امن إسرائيل "اي منظومة دفاعية لن تكون قادرة على تأمين حياة طبيعية عندما يطلقون عليك الصواريخ، لكن هي أيضا ستحافظ على حياة الإنسان بقدر معين. في حرب لبنان الثانية قُتل 53 إسرائيليا جراء سقوط 4200 قذيفة صاروخية من قبل حزب الله ومعظمها اصابت مناطق مفتوحة. كذلك العدد القليل الذي اصاب كان من قذائف صاروخية بدائية بدون جهاز توجيه، منها كاتيوشا ـ الماسورة التي تشمل المادة المتفجرة. كذلك اذا قال (السيد) نصرالله ان لديه 60 ألف قذيفة صاروخية في المخازن، هذا لا يعني انه سيطلقها جميعها، كما انه أطلق فقط قسما صغيرا من ترسانته عام 2006. هذه الأرقام خصصت للذعر ولإعطاء نفس عميق".

6ـ7 صواريخ حديدية تجاه منطقة هاكريا، لا إصابات

يقدّر روبين أنهم طوّروا في روسيا عشرات الصواريخ مع منظومات توجيه على قاعدة صاروخ فتحـ110 التابعة لإيران. ومن الممكن أن يكون نُقل قسم منها إلى حزب الله. "بهذا هم يصبحون قادرين على الاختيار بين إصابة محطة تابعة لشركة الكهرباء أو محطة الوقود، مع قدرة تحديد بدقة بضع مئات الأمتار عن الهدف. من الناحية الإحصائية، إذا أرادوا أن يصيبوا قاعدة هاكريا في تل أبيب، عليهم أن يطلقوا ست أو سبع صواريخ من هذا النوع، واحدة تصيب محيط القاعدة والأخرى تسقط في الجوانب وهذا لن يكون أيضا أمرا سارا".

يوضح روبين أنه على الرغم من أن الصواريخ هذه غير دقيقة، إلا أنها إذا أطلقت تجاه مراكز سكنية كبيرة مثل تل أبيب، فإن فرص الإصابة ستكون أكبر، ويقول: "في الجنوب معظم هذه الصواريخ لن تصيب، لأن التجمعات السكنية قليلة، لكن عندما تتحدث عن قذائف صاروخية مثل فجر 5 الموجودة لدى حزب الله وتصل إلى تل أبيب، عندها تكون الإصابة ضمن شعاع كيلومترين إلى ثلاثة كيلومترات عن الهدف، وكما هو معلوم، فإن تل أبيب وحيفا الكبيرة تمتدان على مساحة آهلة بالسكان. مع وجود منظومات دفاع نشطة، ستحدث أضرارا اقتصادية، لأن الناس لن يتمكنوا من العمل والأولاد لن يذهبوا إلى المدارس، لكن حالتنا دون منظومات الدفاع كانت ستكون كارثية بشكل لا حد له".
هناك عنصر إضافي علينا أخذه في الحسبان في معادلات الدماء وهو الرد الإسرائيلي، الدفاعي والهجومي. على الرغم من قول وزير الدفاع ايهود باراك في الماضي انه لن يسقط أكثر من 500 قتيل خلال المعركة مع إيران، إلا أن مصادر أمنية تقول ان أعداد القتلى لا يمكن تقديره وهو مرهون بعدد من المتغيرات.

أمريكا تمدّ يد العون

عَمَّ يدور الحديث؟ قدرة الإنذار لقيادة الجبهة الخلفية إلى جانب التعاون من قبل السكان، قدرة الدفاع الجوي، القدرة الاستخباراتية على إصابة منصات الصواريخ (الكبيرة، التي تطلق قذائف صاروخية إلى تل أبيب وحيفا، يتم تشخيصها بسهولة أكبر) ووتيرة النيران. على الرغم من التحسينات التي أجريت على منظومة القبة الحديدية في الأسابيع الأخيرة من ناحية مدى الإطلاق وصليات الصواريخ، فهي لا تزال تغطية جزئية جدا حاليا ولا يمكنها مواجهة الصليات التي تطلق على سكان الشمال، الجنوب والوسط.

مع هذا، فإن فائدة هذه المنظومة، في حال تزودت إسرائيل ببطاريات إضافية، من شأنها أن تكسر المعادلة في الحرب القادمة ـ مع قدرة اعتراض بنسبة 80% سجلتها المنظومة حتى الآن خلال السنة والنصف الأخيرتين، والأهمية هي انخفاض فعلي بنسبة 80% من ذخائر الصواريخ التابعة لحماس أو حزب الله.

إضافة إلى ذلك، يذكّر المصدر الأمني بالمساعدة التي يمكن أن تقدمها الولايات المتحدة إلى إسرائيل ـ قاذفات الباتريوت التي جزء منها موجود في البلاد، لكن جزءا آخر يمكنه أن يصل إلى البلاد عبر طائرات نقل ويتوزع فيها خلال 24 ساعة، منظومة الصواريخ البحرية للاعتراض Aegis الموجودة على المدمرات والسفن الحربية الأميركية في البحر المتوسط، ومنظومة الصواريخ البرية "تاد" التي يمكن لبطاريتها أن تصل حتى هي إلى إسرائيل. بالإضافة إلى كل ذلك، يذكّر هذا المصدر الأمني بأجواء التوتر مع الإدارة الأميركية قائلا: "إذا افترضنا بالطبع أنهم سيأتوا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

مناورة عسكرية مشتركة بين الجيشين الأميركي والإسرائيلي في نهاية تشرين الاول

المصدر: يديعوت أحرونوت ـ يوآف زيتون

مواطنو إسرائيل, الجيش الإسرائيلي والجيش الأميركي سيناورون معًا على حرب ودمار. ستُجرى في نهاية شهر تشرين الأول بالتزامن مناورة الجبهة الداخلية السنوية "نقطة تحول 6" والمناورة العسكرية المشتركة للجيشين الإسرائيلي والأميركي. على ما يبدو, فإن كلتا المناورتين ستبدآن في نفس اليوم. مناورة الجبهة الداخلية ستحاكي سيناريو هزة أرضية, لكنها ستتضمن أيضًا مناورات لقوات الجبهة الداخلية, مصلحة الإطفاء, الشرطة ونجمة داوود الحمراء, المشابهة بطبيعتها لمواقع مدمرة نتيجة سقوط الصواريخ. المناورة العسكرية, التي حُددت بأنها "الأكبر لكلا الجيشين حتى الآن", ستحاكي هجوما صاروخيا على إسرائيل.

موعد كلا المناورتين تم تأجيله عدة مرات خلال العام الأخير. وأوضحت مصادر عسكرية بأنه "ليس هناك علاقة بين المناورتين, والموعد المتطابق غير مقصود". وتطرق قائد الجبهة الداخلية, اللواء آيال أيزنبرغ في مطلع الأسبوع الماضي إلى التطابق بين سيناريوهيات الطوارئ وقال إن "عناوين الصحف مشغولة بإيران, لكن أيضًا هزة أرضية هي حادثة قومية. إذا عرفنا كيفية مواجهتها بهذا السيناريو, سنكون جاهزين لكل تحدٍّ".

المناورة العسكرية "التحدي الصارم 12", ستشمل وصول وانتشار منظومات دفاع جوية أميركية متطورة من أنواع مختلفة, التي من المفترض أن تحسِّن بشكل دراماتيكي كيفية مواجهة إسرائيل مع صليات صواريخ وقذائف صاروخية وستشكل تعزيزا واستكمال لبطارية القبة الحديدية ومنظومة "حتس 2" (المخصصة لاعتراض صواريخ بعيدة المدى).

وقال وزير حماية الجبهة الداخلية, آفي ديختر, الذي وزارته مسؤولة عن المناورة "نقطة تحول 6", إن موعد أسبوع الطوارئ القومي حُدد قبل حوالي سنة ونصف وإن "هدف المناورة العسكرية هو تحضير دولة إسرائيل للمرة الأولى لحادثة هزة أرضية مع كل انعكاساتها".


وأجرى الوزير ديختر في بداية الأسبوع الماضي لقاءً مع مسؤولي الجبهة الداخلية في هيئة الأركان في الرملة. وأضاف ديختر أنه "في السنوات الـ40 الأخيرة كل حروب إسرائيل كانت بمبادرتنا وضد منظمات إرهابية هدفها واحد ـ استهداف المدنيين. مهمتنا هي استيعاب التهديد, من أجل لو أننا قررنا تنفيذ عملية هجومية ـ سنقوم بذلك في وقت مريح وبالتوقيت المطلوب لنا. حتى الآن لم نجرب حادثة مفجعة لعدد كبير من المصابين تشمل مئات أو آلاف القتلى. علينا عمل كل شيء لمنع كارثة كهذه, حتى ولو تم الحديث عن صواريخ ثقيلة تخترق طبقات الدفاع التي سنبنيها".

ـــــــــــــــــ

إسرائيل تطلب من ألمانيا أن تنسّق معها صفقات الأسلحة مع الدول العربية

المصدر: هآرتس ـ باراك رابيد

"عاموس جلعاد" أدار في الأسبوع الماضي محادثات بهذه القضية في برلين بعد أن زادت ألمانيا مبيعات الدبابات؛ الغواصات والسلاح إلى كل من مصر؛ السعودية ودول أخرى.

إسرائيل معنية ببلورة اتفاقات جديدة مع ألمانيا فيما يتعلق ببيع الأسلحة للدول العربية، بغية الحفاظ على التفوّق النوعي للجيش الإسرائيلي. وبحسب كلام مسؤول إسرائيلي رفيع، رئيس الهيئة السياسية ـ الأمنية في وزارة الدفاع، "عاموس جلعاد"، زار في الأسبوع الماضي برلين، لإجراء محادثات بهذا الشأن.

كما وأشار المسؤول الرفيع إلى أنه في العام الأخير، زادت ألمانيا نسبة مبيعات الأسلحة للدول العربية. وُقِعت صفقات لبيع دبابات ليوبارد للسعودية وقطر؛ صفقة لبيع بارجات متطورة للجزائر وصفقة لبيع غواصات لمصر.

إلى ذلك، يعنون في القدس ببلورة اتفاقات جديدة، على شاكلة تلك التي مع الولايات المتحدة الأميركية. وأشار المسؤول الإسرائيلي الرفيع إلى أن الغاية من ذلك هي خلق منتدى استشاري أكثر تنظيماً، الذي بدوره سيتحقّق من أن صفقات الأسلحة الألمانية مع الدول العربية لا تمس بالتفوّق النوعي للجيش الإسرائيلي.

هذا وتجري إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، وفق التصريحات، عدة لقاءات أمنية سنوياً، بشأن بيع الأسلحة للدول العربية. تعرب إسرائيل في تلك اللقاءات عن رأيها فيما يتعلق بالصفقات وبمقدورها أن تقدم طلبات لإجراء تغييرات أو تعديلات في تفاصيل الصفقة.

وذلك، على سبيل المثال، وفق وثائق وزارة الخارجية الأميركية التي نُشرت على موقع "ويكيليكس"، أثرت إسرائيل على جزء من بنود صفقة بيع 84 طائرة أف ـ 15 أميركية للسعودية. لقد طلبت إسرائيل بأن تحصل الولايات المتحدة على تعهدات من السعودية بألاَّ تضع الطائرات المتطورة في قاعدة سلاح الجو في تبوك غربي السعودية، التي تبعد مسافة تستغرق بضع دقائق من التحليق عن إسرائيل.
وفي السياق، التقى "عاموس جلعاد" يومي الأربعاء والخميس من الأسبوع الماضي بمسؤولين رفيعين من وزارة الدفاع في برلين؛ وزارة الخارجية والمكتب الإستشاري وناقش معهم مسألة بيع الأسلحة إلى الدول العربية.

ومن جهتها، أفادت الصحيفة الألمانية المشهورة بيلد، في يوم الأربعاء الماضي، أن إسرائيل نقلت إلى ألمانيا استنكاراً على أعلى المستويات بشأن صفقة الغواصات مع مصر. إذ قال مسؤول إسرائيلي رفيع للصحيفة الألمانية "إننا قلقون جداً. مصر اليوم تغيرت عن مصر مبارك".
وتبعاً للتقرير الذي ورد في بيلد، أكّدت الحكومة الألمانية في المحادثات مع إسرائيل بشأن صفقة الغواصات بأن الصفقة بين أحواض السفن والحكومة المصرية لم يصادق عليها بعد في المجلس الأمني القومي في ألمانيا. كما وتعهّدت ألمانيا لإسرائيل بأن الغواصات لن يتم تزويدها لمصر إن أظهرت عداءها لإسرائيل، لكن بحسب بيلد، لم تكن إسرائيل مقتنعة بهذا الوعد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

ردا على الصواريخ: سلاح الجو يقصف اهدافا في غزة

المصدر: يديعوت أحرونوت ـ روعي كايس

بعد ليلة على سقوط صاروخ في منزل في مدينة نتيفوت ـ أدى إلى أن يقوم الجيش الاسرايلي بالرد: قصف سلاح الجو الإسرائيلي ليل أمس عدة أهداف في القطاع ردًا على إطلاق صواريخ باتجاه الجنوب ليل أمس, والتي أدت إلى تعطيل الدروس في أشدود وبئر السبع. وبحسب أحد التقارير الفلسطينية، اصيب طفلان اصابات طفيفة جراء شظايا صاروخ في نفق في مدينة رفح. وأفادت وكالة الانباء الفلسطينية "سما" أن المحصلة النهائية هي إصابة اربعة اشخاص بجروح خفيفة إلى متوسطة.

وأفادت وكالة الانباء الفلسطينية "معاً" ان سلاح الجو الاسرائيلي قصف احد مقرات الفصائل الفلسطينية في حي "التفاح" شرق قطاع غزة. فيما أفاد شهود عيان عن حصول حريق في مكان الانفجار وأن طواقم المساعدة الأولية وجهاز الدفاع المدني توجهت الى المكان. وكالة الانباء الفلسطينية "سما" العاملة في غزة افادت انه يتحدث عن اندلاع حريق في منشاة "رعد" التابعة للجناح العسكري لحماس، كتائب عز الدين القسام لكن لا معلومات عن وقوع اصابات.

في المقابل افادت وكالة الانباء "معاً" ان سلاح الجو الاسرائيلي هاجم احد الانفاق جنوب مدينة رفح الذي يربط القطاع مع مصر.

اصيب طفلان باصابة طفيفة من شظايا صاروخ سقط على نفق في رفح. اضافة الى ذلك، افادت وكالت الانباء الفلسطينية في غزة ان طائرات الجيش الاسرائيلي هاجمت منطقة غير مأهولة بالقرب من المدرسة الامريكية غربي حي بيت لاهيا الواقعة شمال قطاع غزة.

فيما بعد أكد الناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان طائرة تابعة لسلاح الجو الاسرائيلي هاجمت خلال الليل موقعا لتصنيع الأسلحة, مركز أعمال إرهابية, نفقا ارهابيا في شمال قطاع غزة ونفق تهريب في جنوب القطاع. وافيد ايضا عن تشخيص اصابات دقيقة في الاهداف. ويأتي الهجوم ردًا على اطلاق قذائف الهاون باتجاه اراضي دولة اسرائيل. واكدوا في الجيش الاسرائيلي ان حماس هي المسؤولة عما يحصل في قطاع غزة.

بغض النظر عن اصابة الصواريخ امس بيتا في المدينة, فقد استؤنفت الدروس في اغلب المؤسسات التعليمية في نتيفوت، باستثناء بعض المدارس والروضات غير المحصّنة، مع ذلك أعرب المستوطنون عن إحتجاجهم بسبب الشعور بأنهم يحظون باهتمام متدنٍّ من قبل السلطات المحلية. وقال مئير شطريت, أحد سكان المدينة, الذي أتى لمشاهدة المكان الذي تلقى الضربة "عندما تكتشف أن بطارية القبة الحديدية لم تحمِ المدينة, هذا يعطي شعورا للمواطنين بأنهم من الدرجة الثانية. نحن غير محسوبين. بسبب إيران, يمكن أن يكونوا بحاجتها أكثر في تل أبيب.

ـــــــــــــ
نتنياهو: مطلقو الصواريخ على مدن الجنوب سيدفعون الثمن

المصدر: اسرائيل اليوم ـ غادي غولان

"رأيت الموت أمام عيني. رغم سقوط صاروخ جراد على سطح بيتي وانهيار كل البيت عليّ، خرجت من هذا بسلام ودون ضُر، باستثناء رضوض جافة. ببساطة وقعت لي معجزة" ـ هكذا روى أمس بيني ازولاي من سكان نتيفوت، سقط صاروخ جراد أُطلق من قطاع غزة في الثانية بعد منتصف ليلة الاحد، وأصاب سطح بيته.

وقد استؤنفت النار على مدن الجنوب قبل فجر أمس. وفضلا عن الصواريخ في نتيفوت، اطلق صاروخان آخران نحو بئر السبع ولكنهما سقطا في مناطق مفتوحة على أطراف المدينة ولم يسفرا عن أي ضرر. سبعة أشخاص، معظمهم في عاصمة النقب، اصيبوا بالصدمة في أثناء هروبهم نحو منطقة محصنة مع اطلاق صافرة الانذار. وتبنت عملية اطلاق الصواريخ منظمة سلفية متطرفة تدعى "مجلس الشورى للمجاهدين في القدس".

وتناول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي التقى في القدس أمس بوزير الخارجية الالماني غيدو فاسترفيلا استئناف النار من غزة فقال: "وصلت الى هنا في اليوم الذي يختبر فيه اننا مرة اخرى، حين يطلق ارهابيون من غزة النار على مدن اسرائيل. وبودّي أن أوضح بشكل لا لبس فيه للارهابيين بأنهم غير حصينين. فهم سيدفعون الثمن على جرائمهم وسيدفعون الثمن في المستقبل أيضا. أنا بانتظار محادثاتنا كي أدفع السلام والأمن في المنطقة كثيرة المشاكل". فأجابه فاسترفيلا: "نحن ندين كل نوع من أعمال الارهاب ضد اسرائيل ونقف الى جانبكم".

"يجب ضرب المخربين"

التقدير هو أن الجيش الاسرائيلي سيرد على نار الصواريخ، ولكن في كل الاحوال ليس متوقعا رد طويل وذلك أيضا بسبب فترة الاعياد القريبة القادمة.

وروت احدى سكان المدينة، عدينه ليفي: "لحظنا سقطت الصواريخ في مناطق مفتوحة، ولكنه حان الوقت لضرب المخربين دون رحمة، مللنا العيش بخوف، ولا سيما عندما تقترب الاعياد".

وفي أعقاب اطلاق النار، ألغت البلدية في عاصمة النقب الدراسة في مؤسسات التعليم في المدينة، وهكذا أيضا في اسدود. أما في نتيفوت بالذات فقد تعلموا امس. واليوم، اذا لم تحصل تطورات في ساعات الليل، فان الدراسة ستتم كالمعتاد في كل مدن الجنوب.

ـــــــــــــــــــــ

برلين تمارس ضغطا، وزير الخارجية الألماني لنتنياهو: الهجوم على إيران قد يقوّض الائتلاف الدولي

المصدر: هآرتس ـ باراك رابيد

التقى أمس وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله، في القدس برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وأوضح له أنّ دولته تعارض هجوما إسرائيليا أحادي الجانب على المنشآت النووية الإيرانية. وبحسب كلام موظف ألماني رفيع المستوى، فسترفيله قال لنتنياهو إنّ العمل العسكري الإسرائيلي في الوقت الراهن قد يقوّض الائتلاف الدولي ضد إيران.

كرّر فسترفيله عمليا الرسالة التي نقلتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مكالمة هاتفية قبل نحو أسبوعين. وقد قال فسترفيله إننا: "لا نعتقد أنّ عملا عسكريا أحادي الجانب هو الطريق المناسب". وتابع يقول: "ينبغي مواصلة فرض عقوبات وممارسة ضغط دبلوماسي والحفاظ قدر الإمكان على وحدة المجتمع الدولي ضد إيران".

رئيس الحكومة من جهته كرّر كلامه أنه ينبغي وضع خط أحمر واضح للنظام الإيراني فيما يتعلق بالبرنامج النووي. وقد أكّد أنّ تخصيب اليورانيوم الى مستوى أعلى من 20% يجب استخدامه كخط أحمر والدليل على ذلك أن إيران قررت الانطلاق باتجاه إنتاج سلاح نووي.
أشار نتنياهو أنه من اللحظة التي سيتخذ فيها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، قرارا بإنتاج القنبلة النووية الأولى، سيحتاج الإيرانيون الى ستة أسابيع فقط بغية تخصيب كمية كافية من اليورانيوم تصل الى مستوى 90%، يمكن من خلالها إنتاج سلاح نووي.

وبحسب كلام نتنياهو، فإنّ مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يأتون لزيارة منشآت تخصيب اليورانيوم الإيراني في قم ونتانز مرة كل شهرين فقط، ولذلك قد يكتشفون متأخرا جدا الانتقال الإيراني لتخصيب اليورانيوم الى مستوى 90%. وأشار نتنياهو أيضا أن زيارات مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست شاملة بما فيه الكفاية.

التقى فسترفيله أمس أيضا بوزير الدفاع إيهود باراك. أحد المواضيع الرئيسية التي طرحت في اللقاء مع باراك وأيضا خلال اللقاء مع نتنياهو هو صفقات السلاح بين ألمانية ودول عربية. الصفقة الرئيسية التي تزعج إسرائيل في هذه الأيام هي بيع غواصتين ألمانيتين لسلاح البحر المصري.

قال فسترفيله في تقرير موجز للصحافيين في القدس بعد لقائه بباراك: "ألمانيا ستأخذ في حسبانها المصالح الأمنية لإسرائيل عندما تتخذ قرارا حول صفقة غواصات مع مصر".

حاول وزير الدفاع باراك في لقائه مع وزير الخارجية الألماني التقليل من الخلافات بين الدول فيما يتعلق ببيع الأسلحة للدول العربية. حيث أشار باراك قائلا: "التعاون الأمني الموجود بين ألمانية وإسرائيل جيد جدا وواضح، من بين جملة أمور، توقيع اتفاقية على غواصة سادسة". وتابع: "علاقتنا مع ألمانيا هي طويلة وقائمة على وفاء أساسي في الديمقراطية، الضرورات والذكرى ونحن نقدر جدا هذه الصداقة".
في غضون ذلك، عاد رئيس الحكومة نتنياهو وهنأ أمس رئيس حكومة كندا ستيفان هاربر، حول قطع العلاقات مع إيران. حيث قال نتنياهو: "هذه رسالة رئيسية ومهمة للعالم بأكمله، حيث إنه محظور على النظام الجائر في إيران أن يمتلك سلاحا نوويا". وتابع: "أدعو المجتمع الدولي بأكمله، أو على الأقل الأصدقاء المسؤولين فيه، الى السير في الطريق القوي لكندا ووضع خطوط حمراء معنوية وعملية أمام إيران، خطوط توقف سباقها النووي في إحراز سلاح نووي".

هذا وقال هاربر أمس إنه لا ينفي إمكانية رد إيراني عنيف على قرار قطع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين. حيث قال رئيس الحكومة الكندي: "هذا هو السبب الذي دفع الهيئة السياسية التابعة لنا الى مغادرة إيران". وتابع: "تعلمنا لغاية الآن أنّ هذا النظام لا رادع له".

ــــــــــــــــ

كندا وايران: العالم بدأ يفهم

المصدر: اسرائيل اليوم ـ ايلي حزان

في العاشر من تموز 1996 خطب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد زمن قصير من انتخابه، خطبة في مجلس النواب الامريكي. وقد أشار الى نظم الحكم غير الديمقراطية في الشرق الاوسط وعرّف ايران بصراحة بأنها نظام استبداد عسكري متطرف وحذر من انه اذا حصل هذا النظام على سلاح فلن يكون ذلك خطرا على اسرائيل فقط بل على الشرق الاوسط والعالم كله ايضا.

بالغ يساريون في البلاد كانوا ما يزالون في دهشة من الضربة القاضية التي أصاب بها نتنياهو بيرس وبينت لهم جيدا ان توجه اوسلو ليس في قمة اهتمامات الشعب في اسرائيل بل العكس، بالغوا في انتقاد الخطبة بل زعموا ان نتنياهو يحلم لأنه زعم في جملة ما زعم ان حكومته ستدفع الى الأمام بمسار طويل لانقاص المساعدة الاقتصادية الامريكية السخية في الطريق الى استقلال اقتصادي اسرائيلي.

وكلما مرت السنون أصبح استخفاف اولئك اليساريين حينما سمعوا التصريحات المعادية للتسلح الايراني استخفافا حين سمعوا تصريحات الهجوم على تلك المفاعلات الذرية التي تقوم في ايران تلك. ومع ذلك فان الاستخفاف باعلان الاستقلال الاقتصادي الاسرائيلي تحول الى استخفاف بسياسة نتنياهو الاقتصادية حينما كان وزيرا للمالية وهي سياسة أحدثت خطوات عملية نحو هذا الاستقلال. وينبغي ألا ننسى أننا اليوم نواجه واقعا يُصعب فيه الاقتصاد الامريكي الواقع في ازمة النفقة على دول صديقة ولهذا يجب على اسرائيل على كل حال ان تتجه الى سياسة اقتصادية لا تعتمد على نفقة مصادر خارجية حكومية بل تُحدث واقعا للاستثمارات الخاصة الاجنبية. وستصبح رؤيا نتنياهو في هذا السياق واقعا على كل حال.

ان خطبة نتنياهو في تموز 1996 واقعية جدا في هذه الايام وذلك لأن دول الغرب التي وقفت عن السير في الماضي في مواجهة تصريحات ايران الساعية للحصول على القدرة الذرية وأعمالها، أصبحت تدرك في الفترة الاخيرة أننا نواجه ساعة الحسم. ومن الحق أن ليست جميعها مستعدة الى الآن بسبب المصالح الاقتصادية للالتزام بسياسة حازمة وذلك برغم ان الولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا تعمل على زيادة العقوبات الاقتصادية على ايران، والامر ينبع في الأساس من السياسة الخارجية لروسيا والصين وكوريا الشمالية. ربما تكون الخطوة التي خطتها حكومة كندا والتي قطعت بها العلاقات مع ايران خطوة اولى عظيمة الأهمية تشبه "اجتياز الروبيكون" السياسي. ويبدو ان الكنديين برئاسة رئيس الوزراء ستيفن هاربر يفهمون الخطر الايراني أكثر من الجميع ولهذا خطوا هذه الخطوة الشاذة جدا، لكن المطلوبة من وجهة النظر الاسرائيلية.

ليست كندا معروفة في العالم كالولايات المتحدة لكن ينبغي ألا نتجاهل قوتها ودورها في منظومة العلاقات الدولية. فقد كانت مثلا من مؤسسات حلف شمال الاطلسي وكان لها دور مركزي في الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي. واقتصادها من أقوى الاقتصادات في العالم وبرغم أنها لم تُنتخب لمجلس الامن فلها دور لا يستهان به في الامم المتحدة. والامر المركزي هو علاقاتها الوثيقة مع الولايات المتحدة وكأنهما دولتان توأمان. وعلى هذا فقد تكون كندا الرائدة التي تمهد الطريق لدول اخرى. هل معنى هذا انه يجب على اسرائيل ان تتخلى عن خيار الهجوم؟ لا بيقين. لكن اذا تبنت دول مركزية في العالم السياسة الكندية فستضطر اسرائيل الى اعادة التفكير من جديد، وقد كان هذا بالضبط هدف نتنياهو في خطبته سنة 1996 أي ان يفهم العالم وان يعمل، من اجل الاسرائيليين ومن اجل سكان الشرق الاوسط، لكن من اجل نفسه ايضا.

ــــــــــــــــــــــ

أشكينازي: "أي قرار استراتيجي ينبغي اتخاذه عبر الحوار مع الجيش"

المصدر: موقع walla ـ أمير بوحبوط

مراقب من الخارج: رئيس هيئة الأركان السابق الجنرال في الاحتياط غابي أشكينازي، تطرّق في مؤتمر لمعهد فيشر في هرتسليا، صباح الجمعة، والذي تناول عملية "الرصاص المسكوب"، لمسألة الحوار بين المستوى السياسي وهيئة الأركان العامة، ملمّحا إلى التوتر القائم اليوم في رأس هرم قيادة الدولة. وقال: "القرارات الاستراتيجية ينبغي اتخاذها عبر الحوار بين المستوى السياسي والمستوى العسكري. ويجب أن يكون المستوى الأركاني جزءًا من هذا الحوار وإذا لم يكن الحوار قائما فيجب إيجاده. وذلك ينطبق على ما هو قائم على جدول الأعمال وعلى غير القائم".

وتحدّث أشكينازي عن أحد الحوارات التي دارت بين الجيش وبين المستوى السياسي خلال العملية: "وزيرة الخارجية ليفني قالت لي في إحدى الجلسات "لا أشعر بالراحة تجاه ما يمرّ به الجيش في تلك الجلسات. من واجبك كونك رئيس الجيش التأكّد في كل الوقائع أنّك تحافظ على المسار وعلى ما تم إقراره. ليس من الصواب الانتظار، وإلا لن يكون بإمكانك طرح ما تريد أو الانتظار لرؤية كيفية حصول ذلك. في النهاية دخلنا في عملية برية في قطاع غزة. واجهتنا معضلة كيفية انهاء العملية. ولزمنا أكثر من ثلاثة أسابيع لإنهائها. لكن بسبب عدم وجود التجاذب مع المستوى السياسي ووسط المستوى السياسي، بقينا هناك (في قطاع غزة) ولم تنته العملية إلا بعد ثلاثة أسابيع. كان هناك من اعتقدوا بوجوب الاستمرار بسبب عدم وجود الإصابات. وهذا عكس خلاف من هم أعلى منّا".

ويدّعي أشكينازي أنّ تلك المصاعب لن تكون مغايرة في عمليات أوسع نطاقا. وقال: "أعتقد أن هذا لن يكون مغايرا في عمليات مستقبلية. أنصح هيئة الأركان العامة أن تكون شريكة في قرارات المستوى السياسي. حين تأتي من الداخل، على المستوى الاستراتيجي يتم الاستماع إلى الكلام ما يؤثر على صناع القرارات". وتناول أشكينازي مطوّلا الحوار بين الأركان العامة وبين المستوى السياسي وممّا قاله: "هذا النوع من الحوار هو واجب المستوى السياسي مع المستوى العسكري. ومن الواضح أنّ ذلك يجب أن يحصل ويؤدي إلى تشغيل القوى بشكل أصح. أحيانا يكون ذلك مرتبطا بتجاذبات. كان هناك من اعتقد قبل عملية الرصاص المسكوب أنّه يجب تقويض الأمر وهناك من اعتقد أنه يجب التوصل إلى تسوية. كان هناك من اعتقد أنّه ينبغي احتلال أجزاء من القطاع".

"كنت أوصي بحدّة، وهذا ما قلته أيضا لخلَفي بني غانتس، أن يقوم بذلك على أسس واضحة، وقلت له: بني حاول أن تفهم كيف تريد الخروج من المسألة. هناك رابط وثيق بين الانجازات العالية وبين الأثمان التي تكون جاهزا لدفعها. كلّما حقق الجيش إنجازات عالية عليك أن تدفع ثمنا باهظاً. هذا ما اكتشفته، المستوى السياسي أتاح لنا حوارا مهنيا. طلبوا منا عرض الأهداف. في النهاية كانت النتيجة ضربة قاسية لحماس. حققنا ردعا وهدوءًا في الجنوب".

وتحدّثت في المؤتمر أيضا وزيرة الخارجية السابقة تسبي ليفني. وقالت: "أي عملية عسكرية من دون شرعية دولية لا يمكنها أن تتحقق، ينبغي إيجاد الشرعية الدولية مع الجهات البراغماتية في المنطقة". وتطرّقت الوزيرة أيضا إلى العلاقات بين واشنطن والقدس وقالت: "كلّما ظهّرنا التجاذبات مع الولايات المتحدة الأميركية تكون إسرائيل ضعيفة من جهة إمكانية تنفيذ عملية عسكرية. لقد أجريت حوارات حادة مع كونداليزا رايس وهي أزعجت الجيران حتى، لكن لم يعلم أحد مع من أو ما هو مضمون تلك الأحاديث. ينبغي القيام بالاستعدادات بهدوء وبأنفسنا وبعد ذلك تجنيد العالم. الوضع الذي يقولون فيه "أمسكوني" لا أتبناه ولا أعترف به".

وتحدّث في المؤتمر أيضاً من قاد العملية في غزة كقائد المنطقة الجنوبية خلال "الرصاص المسكوب"، يوآف غلانت. وقد أكّد أنّه بعد عدم تبنّي رأيه بضرورة احتلال منطقة رفح في إطار العملية، فكّر بضرورة الخروج من القطاع بأسرع ما أمكن من لحظة انطلاقة العملية وقال: "الخروج من القطاع كان متأخرا وكان يمكن فعل ذلك بعد عشرة أيام من بداية العملية التنفيذية، لكن لم يتم القبول بذلك".