تتوالى عمليات الكشف عن المجازر التي ارتكبها
العقيد معمر القذافي بحق شعبه بمساعدة المرتزقة يوم بعد يوم، الأمر الذي من
شأنه أن يؤلب الجميع عليه، وأكد الصحفي الليبي عبد الله عبد الرحمن، أن
أهالي طرابلس يتداولون بكثرة أنباء عن مهاجمة المرتزقة للمستشفيات حيث
يقومون بسرقة جثث قتلى المواجهات ويخفونها بأماكن مجهولة
كما يقومون بخطف الجرحى.
ولعل إصدار التحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب قائمة بأسماء مسؤولين
ليبيين يعتبرهم متورطين بالجرائم التي ترتكب في ليبيا قد يضاعف من تصميم
الليبيين على الإسراع بالتخلص من نظام القذافي حتى وإن حاول إخفاء جثث
الشهداء وحرقها وواصل دعايته المسمومة حول أن جهات خارجية تقف وراء
المحتجين.
الجنائية الدولية: نحو 10 آلاف قتيل في ليبيا و50 ألف جريح تضاربت
الأنباء عن حصيلة القتلى، فبينما تتحدث الحصيلة الرسمية عن 300 قتيل، أشار
عضو الجنائية الدولية إلى سقوط نحو 10 آلاف قتيل و50 ألف جريح في تصريح
لقناة العربية، وكان وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني صرح أن محاولات
القذافي المستميتة للقضاء على احتجاجات ضد حكمه المستمر منذ أكثر من 40
عاما أسفرت عن مقتل ما يصل إلى ألف شخص، وقدرت منظمة هيومان رايتس ووتش
المعنية بحقوق الإنسان أن 233 شخص على الأقل قتلوا منهم 62 في طرابلس خلال
اليومين الماضيين.
قتلى بهجوم كتائب القذافي على مدينة الزاوية قالت
مصادر طبية إن16 قتيل وعشرات الجرحى، من بينهم حالات خطيرة، سقطوا بعد
مهاجمة كتائب القذافي مدينة الزاوية غرب طرابلس، فيما أكد شهود عيان أن هذه
الكتائب استخدمت أسلحة ثقيلة في مهاجمة أقل من ألف معتصم كانوا يواصلون
اعتصامهم في ميدان الزاوية للمطالبة برحيل العقيد معمر القذافي.
وقالت
وكالة رويترز إن لجانا شعبية سيطرت على مدينة زوارة غرب طرابلس، ومن جهة
أخرى نفى شهود عيان الأنباء التي رددها القذافي عن إقامة إمارة إسلامية في
مدينة درنة التي سقطت بيد الثوار، وأكد أن أهالي المدينة هم من يسهرون على
حماية المدينة الآن، وأنها تعيش أحسن حالاتها، على حد تعبيره.
القذافي أمر بتفجير "لوكربي" نسبت
صحيفة سويدية إلى وزير العدل الليبي المستقيل مصطفى محمد عبد الجليل القول
إن العقيد معمر القذافي هو من أمر بتفجير طائرة الركاب الأميركية "بان آم"
فوق قرية لوكربي بأسكتلندا عام 1988، وقال الوزير إنه يملك أدلة على أن
القذافي "أعطى الأمر" بذلك التفجير الذي أودى بحياة 270 شخص، ونقلت صحيفة
إكسبريس ديلي عن عبد الجليل قوله ''إن القذافي فعل كل ما في وسعه لإعادة
"عميل المخابرات السري السابق عبد الباسط المقرحي إلى ليبيا، لإخفاء دوره
في إصدار الأمر بالتفجير".
رعب في طرابلس وقال
الصحفي عبد الله عبد الرحمن للجزيرة، إن أكثر ما يثير رعب سكان طرابلس هو
أصوات إطلاق النار والمدفعية التي تملأ أرجاء المدينة، بالإضافة لتردد
أنباء عن محاصرة كتائب مسلحة لقرى ومناطق قريبة من طرابلس، وأكد أن الحياة
شبه مشلولة بالمدينة، حيث لا جامعات ولا مدارس، والمواطنون توقفوا عن
الذهاب لأعمالهم فيما يشبه العصيان المدني، وحذر من كارثة إنسانية تلحق
بالمدينة، في ظل النقصان الحاد في البنزين، ونفاد معظم المواد الغذائية
الأساسية من المحال التجارية، والتي لا تكاد تكفيها ليومين أو ثلاثة على
أبعد تقدير.
سيف الإسلام القذافي: ليبيا مفتوحة لوسائل الإعلام الأجنبية قال
نجل القذافي إن ليبيا مفتوحة لكل وسائل الإعلام الأجنبية وكل الصحافيين،
للكشف عن أي مكان عن القصف الجوي حسب تعبيره، وأن عدد القتلى محدود، وتحدى
وسائل الإعلام، كما أعلن أن السلطات الليبية تعد لجولة للبعثات الأوروبية
في شوارع العاصمة "لدحض الشائعات التي تروجها وسائل الإعلام
المغرضة"، حسب وصفه.
سكان بنغازي يدمرون ثكنة المرتزقة دمر
سكان بنغازي ثكنة مرتزقة أفارقة استخدمهم العقيد معمر القذافي في قتال
محتجين على حكمه في مدينة بنغازي الشرقية، وتحول المبنى الذي قال شهود عيان
إن المرتزقة كانوا يقطنونه إلى أنقاض وكتب على جدرانه المهدمة "ليبيا حرة"
و "يسقط القذافي"، وقال محامي في بنغازي لوكالة رويترز أن لجنة
أمنية شكلها مدنيون هناك بعد أن سيطروا على المدينة
اعتقلوا 36 من المرتزقة القادمين من تشاد والنيجر
والسودان استخدمهم حرس القذافي للقتال في المدينة.
قبائل الزنتان تحذر ويأتي
هذا في الوقت الذي احتفل المتظاهرون في بنغازي ودرنة وطبرق بعد إحكام
سيطرتهم على كل المناطق الشرقية من ليبيا، ومدينة مصراتة القريبة من
طرابلس، وعبر كبار مشايخ مدينة الزنتان الليبية عن فقدانهم الثقة في شخص
القذافي بعد كلمته التي ألقاها الثلاثاء الماضي، مؤكدين على وحدة القبائل
الليبية، داعين الشعب الليبي إلى الوقوف في وجهه ودعم الثورة، وحذرت
القبائل من أنه في حال عدم تنحي القذافي ونظامه ستقطع الإمدادات النفطية
والغاز إلى أوروبا والعالم خلال 24 ساعة من الآن، مشيرة إلى أن قوى الثوار
ستزحف من مدينة الزنتان إلى طرابلس لمساندة المجموعات المتواجدة
في طرابلس.
قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان تركيا
تعارض فرض عقوبات على ليبيا لان مثل هذه الإجراءات تعني معاقبة الشعب
الليبي، وقال اردوغان "من غير الصواب أن نجنح إلى التحرك على نحو متعجل في
مثل هذا النوع من المواقف. ليس من الصواب فرض عقوبات على ليبيا إن هذه
الإجراءات ستعاقب الشعب الليبي".