وأضاف شهود عيان أن
المتظاهرين أقاموا متاريس من الحجار والأشجار عبر الشوارع التي تتناثر فيها
القمامة، وكتبت شعارات على العديد من الجدران التي بدت عليها بشكل واضح
آثار الأعيرة النارية التي دلت على وقوع مواجهات دامية في المنطقة
.
وفي
مدينة الزاوية -التي تقع على بعد 50 كيلومترا غرب العاصمة طرابلس-قال شهود
عيان إن عناصر في ثورة 17 فبراير خاضوا السبت قتالا عنيفا مع الكتائب
الأمنية مما أسفر عن مقتل 50 شخصا وجرح آخرين.
وذكر أحد شهود العيان أن
قوة من المرتزقة استخدمت المدفعية الثقيلة للإغارة على ميدان الشهداء
ببلدية الزاوية واقتادت 20 مدنيا إلى مكان مجهول، لافتا إلى أن الجنود
أطلقوا نيران أسلحتهم على جموع المتظاهرين في الميدان مما أدى إلى سقوط عدد
كبير من الضحايا بينهم نساء وأطفال.
وفي هذا السياق، أكدت
وسائل إعلام أجنبية أن الحكومة الليبية ألغت زيارة كان يفترض أن يقوم بها
مراسلون أجانب إلى مدينة الزاوية أمس السبت.
وفي مدينة مصراتة القريبة من العاصمة طرابلس، شارك المئات في تشييع متظاهرين قتلوا على أيدي قوات الأمن الموالية للعقيد
معمر القذافي، في حين قال شهود عيان إن مسلحين من قوات الأمن يستقلون مروحية أطلقوا النار على المشيعين وقتلوا عددا منهم.
الشرق الليبيوأظهرت صور بثتها وكالة
الأسوشيتيد برس عودة الحياة إلى طبيعتها في مدن الشرق الليبي، حيث أوضحت
الصور أطفالا ليبيين يعتلون دبابات وآليات تابعة للجيش، واستيلاء المواطنين
على المؤسسات الحكومية في طبرق والمرج والبيضاء.
وفي المرج قامت مجموعات
تابعة للثوار باستخدام الإذاعة المحلية في المدينة لبث برامج تدعو
المواطنين في مدن البلاد إلى الالتحاق بالثورة، وفي مدينة درنة شرقي بنغازي
شاركت عشرات السيدات في مظاهرة رفعن فيها شعارات مؤيدة للثورة الليبية,
تطالب بالانتقام للشهداء وتحرير القدس
كما حصلت الجزيرة على صور لاستيلاء الثوار في مدينة البيضاء شرق
ليبيا, على آليات وأسلحة وقذائف صاروخية للجيش الليبي يقول الثوار إنها أسلحة كيماوية لا ينبغي خزنها إلا في مناطق خاصة.
النظام يستعدمن جهة أخرى نسبت مصادر
إعلامية إلى شخصيات مقربة من الزعيم الليبي قولها إنه "لن يغادر طرابلس إلا
جثة هامدة، ولن يتوجه إلى سرت حيث توجد قبيلته ولا إلى أي جهة أخرى".
وأكدت المصادر أن القذافي
وأبناءه يتحركون في طرابلس بشكل مستمر في إطار حراسة عادية مشيرة إلى أن
كتيبة من الجيش الليبي يطلق عليها "كتيبة محمد" هي التي تتولى حماية
باب العزيزية حيث يقع منزل القذافي، في حين يوزع السلاح بشكل مكثف على مناصري النظام في العاصمة الليبية.
وفي هذا السياق، قال
خبراء عسكريون مطلعون على الشأن الليبي إن القذافي مع امتلاكه لعدة آلاف من
الجنود المدعومين بالمدرعات الثقيلة والمنتشرين حول العاصمة ومع القمع
العنيف الذي يقوم به أنصاره المسلحون للمحتجين داخلها قد يساعده على تأجيل
الحسم لفترة مؤقتة حتى يتمكن أنصار المعارضة من الحصول على تعزيزات إضافية.
وحول هذه النقطة، قال
الخبراء إن نجل الزعيم الليبي خميس يقود حاليا الفرقة 33 المكلفة بمنع وصول
التعزيزات إلى معارضي النظام في طرابلس، في الوقت الذي تعمل فيه الكتائب
الأمنية بدور جهاز الإنذار لصد أي تسلل محتمل.
ويتفق الخبراء العسكريون على أن القذافي قد يستطيع جمع ما بين 10 و12
ألف جندي من الأجهزة الأمنية والمرتزقة وبالتالي قد يتمكن -مع سيطرته على
ميناء طرابلس ومطارها- من الحصول على الوقت الكافي ليمد جسورا اقتصادية أو
شبه عسكرية مع أي من
القبائلالتي لم تعلن بعد تمردها على النظام.
.