موضوع: سورية تطلق خطة الحسم والجيش يتوعد بمفاجآت... الأحد ديسمبر 27, 2015 12:13 am
كتب الدكتور خيام الزعبي* في ظل التطورات الميدانية التي تجري فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب إقليمياً ودولياً فإن المعارك التي تخوضها سورية اليوم، أثبتت إصرار الجيش السوري على تحرير جميع الأراضي السورية التي سيطر عليها داعش، فهي تأتي كحلقة جديدة في سلسلة المعارك البطولية لقواتنا المسلحة التي تريد معاقبة وتدمير القوى المتطرفة على جرائمها التي ارتكبتها بحق أبناء الشعب السوري، في وقت أكد فيه الرئيس الأسد أن الشعب السوري يُثبت مرة أخرى قدرته على العمل سوياً من أجل حماية بلده من الإرهاب. يخوض داعش أخر معاركه في سورية، بعد ان فقد مساحات واسعة من الأرض كان يسيطر عليها، إذ تم قطع الإمدادات بين كل من سورية والعراق وبين سورية وتركيا وتشديد الحصار عليه بسبب تأثير الطيران الجوي من قبل القوة الجوية السورية الروسية وحلفاؤها، هذا مما أدى الى إنحسار تقدم وتمدد داعش في مناطق حساسة يبحث عنها، وأصبح يعاني من حصار شديد وقلة في الموارد وإنقطاع طرق الإمدادات العسكرية والنفطية، وقد عكست الجرائم الأخيرة لداعش، لا سيما تدمير الآثار السورية وجرائم إحراق وذبح الأبرياء، حالة الإنهيار والإنكسار التي أصابت المجموعات المتطرفة وداعميها، والتي أصبحت تستخدم سياسة الأرض المحروقة وهي تعكس فهم وإدراك داعش بأن أيامه أصبحت معدودة في سورية، وفي هذا الإطار أثبتت الدراسة التي نشرها معهد "اي اتش اس جينز" للأبحاث بأن داعش خسر نحو 14% من الأراضي التي يسيطر عليها في العام 2015م، وأكدت الدراسة بأن أهم الخسائر الكبرى التي مني بها داعش إنحساره في مدينة الرقة التي يعتبرها عاصمته، وبلدة تل ابيض على الحدود السورية مع تركيا، ما يجعل خطوط إمداداته اكثر صعوبة، ويعد هذا ضربة قاضية للتنظيم الذي يسعى الى توسيع أراضي "الخلافة" التي يفرض فيها قوانينه الصارمة. وأمام اصرار الجيش السوري وحلفاؤه في فتك القوى المتطرفة في ريف دمشق وحلب وحماه وحمص ودير الزور وباقي المناطق المضطربة، ما سهّل تطوع آلاف المقاتلين من الشعب السوري للإنضمام إلى القوات المسلحة السورية، وقطع مخطط الحرب الطائفية التي كانت تعول عليها هذه القوى في البقاء والتمدد، وأظهرت الإنتصارات الأخيرة للجيش السوري الذي أصبح يضم كافة الأطياف السورية، أن عصابات داعش والقوى المتطرفة الأخرى تعجز عن مسك الأرض، حتى في المناطق التي كانت تعتبرها حواضن دائمة ومجالاً حيوياً وإستراتيجياً لها، وحسم الجيش السوري معركته في تطهير القسم الأكبر من المناطق التي سيطر عليها داعش والمجموعات المسلحة الأخرى، والتي انتهت بهزيمتهم ودحرهم باتجاه حدود الدول المجاورة، وبذلك تحوّلت سورية من دولة تستقبل الإرهابيين إلى طاردة لهم، بعدما نجح الجيش السوري وحلفاؤه في حسم المعركة في الكثير من المناطق المضطربة في البلاد، ولا زال مستمرا، فقد حرر نقاطاً جديدة عند أطراف قرية مرج السلطان بالغوطة الشرقية في ريف دمشق، كما حرر بلدات عطيرة بيت ملك والقنطرة وبيت شروق والخضراء وزاهية والكبير والصواف وقلعة بوجاك ومرتفع برج السيرايتل والجبل الأسود الكبير في ريف اللاذقية الشمالي بعد الإنجاز الذي حققه الجيش السوري في مرج السلطان ومطارها العسكري في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، كما إستأنف من جديد عملياته على عدة جبهات حيث حقق تقدماً على محوري حرستا القنطرة والنشابية وسيطر على عدد من النقاط والمواقع الجديدة، وبذلك شهدت المجموعات المسلحة في غوطة دمشق الشرقية تخبطاً وإنهياراً كاملاً في صفوفها، وأمام تقدم الجيش السوري من جهة وأمام الصراعات الداخلية في داخل المسلحين من جهة أخرى سيطر الجيش على المنطقة الفاصلة بين داريا والمعضمية بريف دمشق ليقطع بذلك الجيش واحداً من أهم طرق امداد مسلحي داريا بعد مواجهات عنيفة مع المسلحين. ومع تأييد معظم الدول لحل الأزمة السورية واعتبار بيان الأمم المتحدة داعش والنصرة تشكيلين إرهابيين خارجين عن الشراكة الدولية ودرّجهما على قائمة المنظمات المحظورة، إندحر بعض من كان يمول داعش ويدعمه بطريقة مباشرة او غير مباشرة، بعد بلدة معراتة، والسيطرة على الطريق الدولي بعد إستعادة الخالدية في ريف حلب، والتمكن من قطع الطريق أمام إمداد المسلحين في خان العسل بعد إستعادة وتحرير خان طومان وبإنتظار نصر حلب لم يعد امامنا إلا التقدم وإكمال المهمة وإحراز النصر المؤكد على داعش وسيأتي اليوم الذي نحتفل به ومعنا العالم كله، وبإختصار شديد إن النصر السوري لم يكن ليتحقق لولا تكاتف الجهود وتوحيد الصفوف بين الجيش السوري وأبنائه وإنخراط الجميع في خندق دمشق بكل مكوناتها ضد خندق الطائفية والإرهاب والفوضى الخلاقة، فنقطة القوة التي يتميز بها السوريون اليوم تكمن في توحدهم ونبذ الخلافات والفرقة وضرورة العمل تحت مظلة الهوية السورية العليا من أجل إجتثاث الإرهاب ودحره وإعادة النازحين وتحقيق الأمن والإستقرار في وطننا الكبير سورية، فدمشق هي بوابة النصر وما هي إلا محطة جديدة من محطات النصر السوري المتواصل والذي يبعث برسائل مباشرة لداعش وكل من يقف وراءها بان النصر النهائي بات أقرب مما يتصورون، وأن معارك داعش تشارف على نهاياتها وأن السوريين أقوى من كل المؤامرات التي تحاك ضدهم والمنطقة بأكملها. *كاتب سياسي Khaym1979@yahoo.com