منذ
بدء الاحتجاجات في ليبيا المطالبة بإسقاط نظام العقيد معمر القذافي لعبت
ما تمسى كتائب الأمن واللجان الثورية ومن وُصفوا بفرق المرتزقة وأصحاب
القبعات الصفراء دورا رئيسيا في قمع المظاهرات. وهي تسميات يطلقها النظام
الليبي على مؤسساته الأمنية والعسكرية وتكاد تكون غير مألوفة لدى الكثيرين
في الخارج، فما هي هذه الكتائب واللجان؟ وما موقعها في النظام الليبي؟
توصف هذه الكتائب واللجان بأذرع النظام الخاصة التي تتولى القمع وكان لها اليد الطولى على مدى عهد القذافي.
حركة اللجان الثورية
أنشئت
في الأصل لتكون حركة سياسية أشبه بالحزب الحاكم، لكن ليست حزبا، وهدفها
حماية الثورة والتحريض على ممارسة سلطة الشعب كما يفضل النظام توصيفها.
يتبع لهذه اللجان المدرج الأخضر الذي يمنح
شهادات علمية في الفكر الثوري, وقد تولى أعضاؤها الإمساك بمفاصل الدولة
الحساسة والإدارات العليا كافة تحت شعار: السلطة شعبية والإدارة ثورية.
لكن اللجان الثورية ومع مرور زمن ثورة
القذافي بات لها معسكرات تدريب، وتحولت إلى أحد أهم أجهزة النظام في مجال
قمع المعارضين أو المخالفين له.
وتشير المعلومات المتداولة إلى أن اللجان
الثورية مارست منذ سبعينيات القرن الماضي عمليات قمع واسعة، كما اتهم
رموزها بتنفيذ عمليات اغتيال خارج ليبيا وإقامة محاكم ثورية أصدرت أحكاما
بالإعدام خاصة في فترة الثمانينيات.
الكتائب الأمنية
أما الكتائب الأمنية فلا صلة لها بالجيش الليبي، لكنها تفوقه تجهيزا وتدريبا.
ولا يوجد لهذه الكتائب قيادة موحدة بل
يطلق عليها تسميات مرتبطة غالبا بأسماء أبناء القذافي كخميس والمعتصم
والجارح, وهي موجودة عادة في المدن الكبرى.
وأهم هذه الكتائب تلك التي ترابط في العاصمة طرابلس وبالتحديد في العزيزية مقر إقامة القذافي المحصن تحصينا عاليا.
كما أن هناك أيضا كتيبة الفضيل بو عمر،
وهي الكتيبة التي كانت ترابط في بنغازي وسقط على أسوار مقرها في بنغازي
العشرات من المحتجين قتلى قبل اقتحامها.
أما في مدينة البيضاء شرقا فهناك كتيبة الجارح التي رفضت الأوامر بقمع المحتجين بل انضمت إليهم.
أما في غرب ليبيا فهناك كتيبة محمد المقريف وينسب لها قمع المظاهرات في مدن غرب ليبيا والعاصمة طرابلس.
المرتزقة
أما
الطرف الأخير في الثالوث الأمني للنظام الليبي فهو المرتزقة الذين على شكل
مليشيات غير معلنة تضم في صفوفها أفارقة وعناصر ينتمون لما تعرف بحركة
اللجان الثورية العالمية.
ويقول كثيرون في ليبيا إن عناصر المرتزقة جرى استخدامهم في قمع المظاهرات الأخيرة وارتكاب أعمال اغتصاب وبث الرعب بنفوس المحتجين.