تكشف وثيقة
سرية تحصلت ''النهار'' على نسخة منها، لجوء مصالح المخابرات والأمن في
ليبيا، إلى الاستعانة بأفراد مدنيين لقمع الاحتجاجات المرتقب تنظيمها اليوم
الخميس، في كافة أنحاء التراب الليبي.
وتوضح
الوثيقة، التي تمثلت في مراسلة حملت ملاحظة ''سري جدا''، مؤرخة في 12 فيفري
الماضي، أن إدارة جهاز الأمن الشعبي المحلي ''المديرية العامة للشرطة''،
كلفت كافة مصالحها بالاستعداد والدخول في حالة تأهب تحسبا للاحتجاجات
والمظاهرات المنتظرة اليوم، لتضيف المراسلة التي حملت توقيع ضابط سام برتبة
عقيد في جهاز الأمن الليبي، أن المطلوب لمواجهة الاحتجاجات هو الاستعانة
بأفراد مدنيين.وجاء في الوثيقة السرية، دعوات لعدم الاستهانة باحتجاجات
اليوم وأخذ الإشاعات والأنباء حولها مأخذ الجد، مع حصر مواقع وأماكن التوتر
الشعبي في كافة أنحاء ليبيا. كما أمر جهاز الأمن الليبي في الوثيقة كافة
مصالحه باستنفار عناصر الأمن من مختلف المصالح، خاصة من جهازي الحرس الثوري
''الجيش'' والحرس الشعبي ''الشرطة''، من خلال تكوين فرق عمل مشكلة من
قيادات الجيش والشرطة، والحرص على تعزيز فرق المناوبة في كافة المراكز
الأمنية، مع تعزيز عناصرها بأخرى إضافية.
وفي تعليمة
أخرى للأمن الليبي، قالت الوثيقة أنه يتوجب على قادة الشرطة تحديد أسماء
الميادين والساحات العمومية مع فرض حراسة مشددة عليها، والاستعانة بعدد من
الشباب، قالت الوثيقة أنهم ينبغي أن يكونوا في حدود 50 شخصا بالنسبة لكل
مركز أمن، ونفس العدد من الأشخاص يتم اختياره من بين عناصر الحزب الحاكم
''المؤتمر الشعبي''، للاستعانة بهم في قمع الاحتجاجات، وتصويرها على أنها
مشادات بين مساندي القذافي ومعارضيه.
وحملت
المراسلة السرية توقعات بطول مدة الاحتجاجات المنتظرة في ليبيا، حيث أن
قادة الأمن الليبي أوصوا في تعليماتهم بحصر عدد أفراد القوة العمومية
بالنسبة لكل مركز أمن، وتوجيه الإحصائيات لمراكز الإعاشة والتموين التابعة
للشرطة والجيش، بغرض تموينهم، وهو ما يعني أن السلطات الأمنية تنتظر أن
تدوم الاحتجاجات أياما عديدة.
خرجوا في مظاهرات للمطالبة بإطلاق سراح ناشط حقوقي تم اعتقالهعشرات الجرحى في مواجهات بين متظاهرين والشرطة في ليبيااندلعت
اشتباكات ليلة الثلاثاء الماضي، بين حشد من الغاضبين من جهة والشرطة
ومؤيدين للحكومة من جهة أخرى، لاعتقال ناشط حقوقي وذلك بمدينة بنغازي في
شرق ليبيا، مما أسفر عن إصابة ما يقل عن ٠٤ شخصا. وجاء في الطبعة
الإلكترونية لصحيفة ''قورينا'' الليبية الخاصة، التي يقع مقرها ببنغازي، أن
المتجمهرين كانوا يحملون قنابل ''مولوتوف'' وقاموا برشق رجال الشرطة
بالحجارة.
وأضافت، أن
المحتجين تجمهروا أمام مبنى مديرية أمن بنغازي، مطالبين بالإفراج عن
الناشط فتحي تربل ثم توجهوا إلى ميدان الشجرة، حيث اشتبكوا مع أفراد الشرطة
ومؤيدين للحكومة. وقالت إن الاشتباك لم يستمر طويلا وإن مؤيدي الحكومة
أخرجوا المتجمهرين من الميدان.
ونقلت الصحيفة عن مدير مستشفى الجلاء في بنغازي الذي أعلن عن إصابة 38 شخصا بجروح، من بينهم 10 من رجال الأمن.
ونقلت
وكالة ''رويترز'' عن أحد سكان بنغازي، أن المشاركين في الاحتجاج أقارب
نزلاء بسجن أبو سليم في طرابلس والذي يوضع به عادة المعتقلون الإسلاميون
والمعارضون للحكومة.ووصف شاهد قالت الوكالة إنه طلب عدم ذكر اسمه ليلة
الثلاثاء، بأنها ''كانت ليلة سيئة''، وأضاف ''كان هناك نحو 500 أو600 شخص
وتوجهوا إلى اللجنة الثورية 'مقر الإدارة المحلية'، وحاولوا دخول اللجنة
الثورية المركزية، وألقوا بالحجارة، ليتابع ''الوضع هادئ الآن''.وقال
الكاتب والناشط إدريس المسماري لهيئة الإذاعة البريطانية ''بي بي سي''، إن
عددا من الليبيين تجمعوا عند الساعة السابعة مساء أمام مديرية الأمن في
بنغازي، وأضاف أن المتظاهرين أطلقوا شعارات ''سلمية سلمية'' و''نطالب
بالإصلاح نطالب بالتغيير''.وتابع قائلا إن مجموعة من الملثمين هاجموا
المتظاهرين الذين استطاعوا التغلب عليهم، قبل أن تستخدم الشرطة المياه
والهراوات وتتمكن من تفريقهم بالقوة.
وقدر المسماري عدد المشاركين في المسيرة بالمئات، متوقعا أن تكون هناك استجابة أكبر لدعوة جهات معارضة للتظاهر يوم الخميس.
من جانبه،
أشار التلفزيون الليبي إلى أن هناك مسيرات مؤيدة للزعيم معمر القذافي جابت
أنحاء البلاد أمس الأربعاء. وعرض لقطات لحشد من مؤيدي الحكومة في العاصمة
الليبية، وردد المحتشدون هتافات تتهم قناة ''الجزيرة'' التلفزيونية بنشر
أكاذيب.
وكانت قوى
سياسية ليبية وشخصيات معارضة في المنفى طالبت بتنحي الزعيم الليبي معمر
القذافي والخروج في مظاهرة يوم الخميس. ودعت هذه القوى في بيان على
الأنترنت إلى انتقال سلمي في ليبيا نحو مجتمع تعددي. كما دعت جماعات أخرى
على الأنترنت إلى التظاهر في ليبيا ''ضد الفساد والفقر''.والقذافي البالغ
من العمر 69 عاما، هو أطول الزعماء العرب مكوثا في السلطة، حيث يرأس ليبيا
منذ عام 1969 وكان آنذاك ضابطا برتبة ملازم، واشتهر بلقب ''الأخ العقيد''
من بين ألقاب عديدة، وقاد حينها ثورة مع مجموعة ضباط على الملك إدريس
السنوسي
.