المعارض العلماني بين لحية كاسترو الفضية و لحية العرعور الحمراء
بقلم خولة خلوف فيليبو
دكتواره في الأدب المقارن\ فرنسا
أود
أن أبدأ الحديث عن واقعة تستحق الوقوف طويلاً لأنها تمثل في واقع الحال
السوري ،اليوم تحولاً مفصلياً في تاريخ المعارضة السورية المقيمة في فرنسا.
و لعل الكثير منكم سمع بالاجتماع الذي نظمته المعارضة السورية في باريس و
برعاية صهيونية. عرّاب الاجتماع كان برنار هنري ليفي، فيلسوف و نجم اعلامي،
و مدافع لا يتعب عن اسرائيل، و كعب عالٍ في اخماد كل صوت يتجرأ على الدفاع
عن شهداء فلسطين، طبعاً دون اطالة الحديث عن هذا الرجل الذي بات معروفاً
في الأوساط العربية، أذّكر هنا بمن قاموا بدور البطولة الثاني في هذا
الاجتماع: دومنيك سوبو، إس أو إس إس، sos racisme لمكافحة العنصرية... هذه الأحرف الأولى من العبارة
الانكليزية أنقذوا أرواحنا " سأضع أسماء الهيئات كما هي ، و بوسع القارئ أن
يجدهم جميعاً على الفيسبوك :
France –
Syrie Démocratie+Change Syria for
demoracy
+ la régle du jeu
وسوبو
هو نسخة مصغرة لعملاق اسرائيل ليفي, كان من الحاضرين أيضاً الفيلسوف غلوكس
مان ، عدو الشيوعية العتيد ،الذي دافع بحماسة شديدة عن شرعية الحرب
الاسرائيلة التي حصدت أرواح أهل غزة في نهاية 2009، في مقال صدر له عن
صحيفة اللوموند بتاريخ 6.1.2009 ، و كذلك فريدريك أونسيل صهيوني متطرف و
خبير الشؤون الاستراتيجية، و فاضلة عمارة التي تسلقت أكتاف المسلمين للجلوس
بجانب ساركوزي، الذي احتاجها لامتصاص غضب المسلمين من سياسته العنصرية
اتجاههم حين كان وزيراً للداخلية ،و كي يجمع من خلالها ما يستطيع من أصوات ،
تقليدياً معادية لهذا اليمين الليبرالي التابع للولايات المتحدة، الوريث
العاق، الخائن لليمين الجمهوري الديغولي و الشيراكي الذي ناضل نضالاً
مريراً للاحتفاظ باستقلالية القرار السياسي الفرنسي" . ثم عاد ساركوزي و
بصقها في أول تعديل قامت به حكومته بعد أن توقفت حاجته إليها، و هي اليوم
بعد أن فقدت مصداقيتها في عيون من أوصلها إلى السلطة من جالية تعاني
الاقصاء و التهميش تبحث عن حليف قوي يساعدها بالعودة إليها. و ليفي "عز
الطلب". كوشنر ، وزير خارجية سابق خان اليسار كي يلتحق بحكومة يمين لا
تراعي أي توازن في مسألة الصراع العربي الاسرائيلي. لوران فابيوس وزير سابق
...الخ و قد صدر حديثاً كتاب لباسكال بونيفاس: مدير معهد العلاقات الدولية
الاستراتيجية بعنوان المثقف الكذوب، يتناول فيه الشخصيات السابق ذكرها و
غيرهم، و يشير إلى أنه تلقى 14 رفض من دور النشر و لكنه نجح في نشره أخيراً
و يحظى اليوم بنجاح اعلامي و تجاري المعارضة السورية التي شاركت ، هم
أعضاء مؤتمر أنطاليا، الغندورة لما الأتاسي، و عمار القربي كما يقولون كان
منتظراً و لكنه لم يأت، ولكن يوجد تسجيل مصور لليفي يؤكد فيه أنه تلقى
هاتفاً من عمار القربي يؤكد له حرصه الشديد على اللقاء به . وهو على الأرجح
فضل أن يستتر و يتستر كما جاء في النص القرآني " إذا ابتليتم بالمعاصي
فاستتروا"، و حضر ملحم الدروبي كممثل عن الاخوان المسلمين خولة يوسف ، كانت
بين المشاركات،. و سندس سليمان، و هندي، و رضوان بديني عن الأكراد و على
ذمة لما الأتاسي فإن الاخوان المسلمين قاموا بتمويل الاجتماع و ذكرت أن
رجلان من آل سناكر أز سنقر بالأحرى قاموا بالدفع، و طبعاً لا يخفى على أحد
أن أموال الاخوان هي سعودية و أمريكيةفالجميع على علم اليوم بوثائق نشرتها
ويكليكس و تحدثت عن مبلغ 6 مليون دولار أمريكي تلقته قناتهم بردى و بانتظام
سنوي من الادارة الأميركية. و أنا هنا لن أتساءل كيف التم شمل الحبايب "
الاخوان المسلمين و المعارضة العلمانيةالمدنية، و الصهاينة" لا على الاطاحة
بالنظام و إنما على الاطاحة بسورية. و لأنني أثق بعقول القراء أترك لهم
اتأمل الحدث المعارضة السورية في مشاهد: من التخوين إلى الاكتشاف[/size]
برهان
غليون يمتنع " و قد تمنعت المعارضة و هي راغبة"، عن المشاركة في مؤتمر
أنطاليا لارتباطه بأجندات و قرارات خارجية و لأنه حوى الكثير ممن يريدون
استغلال " الثورةّ" عبد الرزاق عيد يجيب " موقع غليون ثمرة قرار أجنبي
ملاحظة للقارئ: توفر فرنسا للمعارضة أياً كان جنسها، تسهيلات " لا تقدمها
للمهاجر العادي ، من نواحي الاقامة و المعونات المادية المخصصة للاجئين...
الخ بانتظار لحظة ثمينة كهذه التي تمر بها سورية. كيف؟ التزوير يقع في أعلى
هرم الخدمات التي يسديها المعارض للإعلام، و أنا إن بدأت الحديث عن
التزوير الاعلامي التي قامت به المعارضة السورية هنا فإنني سأحتاج لكتابة
كتاب و لهذا سأختصر الموضوع ببعض الأمثلة’، 1مظاهرة موالاة للنظام تمر عبر
التلفزة كمظاهرة مضادة له، أاختاروا الساعة التي يكون فيها البث حراً و
بمتناول غير المشتركين، أي عموم الشعب الفرنسي القناة هي:
استعار
الخلاف بين المعارضين "العلمانيين" و التدافع على موائد الاخوان المسلمين، و
سيادة جو البارانوبا الدوبلة " المنظمة التي يقوم بها كل واحد منهم مع
الآخر موقف برهان غليون و مردم بيك و صبحي حديدي، من اجتماع ليفي، لم يكن
إلا ضرباً من ضروب النفاق، هدفه الغير معلن سحق رفيقة دربهم لما الأتاسي و
التخلص من منافسة باتت نجمة خطرة ، أرادوا ازاحتها كي يحلوّا محلها و أنا
لن أذّكر صبحي حديدي بتعريف ادوارد سعيد للمثقف " لأنه قدم للعرب ترجمة
هزيلة له"، و لا غرامشي و لا ريجيس دوبري و لا حتى جوليان بيندا لأننا نعرف
أين يقع السطح الذي يعتليه حديدي ليقنص منه عقول السوريين. و هذا السطح له
اسم واحد : الاخوان المسلمين. و لا يوجد غوغائية تصل لكاحل المعارض
العلماني و هو يعترف لك علناً أن جماعة الاخوان المسلمين تدير التنسيقيات
التي تدير الحراك السوري، و يسب و يشتم لما الأتاسي، لأنه لا يريد أن يكون
عميلاً للصهاينة و لكنه يقبل أن يكون عميلاً لعملائهم. ثم يعود بعد أيام
قليلة ليبدي تفهما جديداً للإخوان المسلمين بمن فيهم العرعوريين. و هو
طبعاً يعترف بهذا و لكنه ينفي أن تكون هناك معارضة سلفية مسؤولة و لو
جزئياً عن الدم الذي يسفح على مفترقات الوطن؟. ...صبحي حديدي جاري"أتفشكل"
به غالباً حين أخرج للتسوق أو لاستقلال المترو المواجه لمعبد يهودي المزين و
منذ ثلاث سنوات بصورة كبيرة للجندي الاسرائيلي شاليط، الذي سيواجهه الشيخ
صبحي بدعوة تجيب أجلو، فقط حين يطلي لحيته الفضية بالحنة الحمراء ، و بما
أنني جارته فهو سيتوسط لي عند وليه العرعور كي لا يرمي بلحم أهلي للكلاب و
يكتفي برميه في تنك الزبالة التي لم تعد تتسع لأوساخ المعارضة.[/size]
سأستعير
نموذج صبحي للحديث عن علاقة العربي المنهزم بالغرب، علاقة صبحي حديدي
علاقة متوترة، لأنه فيها يكتشف كل يوم تخلفه في عالم متقدم، و الحق يقال أن
هذا الكلام ينطبق عليهم جميعاً و على جزء كبير منا : فهو مثلاً يردد بأنه
يرفض حمل الجنسية الفرنسية، لأن فرنسا قهرت العرب في الماضي، ليكتشف صديقه
المصري في مطار القاهرة أن صبحي المتلعثم ببساطة كذب .. و طبعاً عقد النقص
التي تسرطن حياة العرب هنا ، أمر يحتاج لدراسة نفسية عميقة تتناول البنية
النفسية للفرد العربي، المتفرد و الفريد و الفردي و الفرداني معاً . يقول
ابن منظور في لسان العرب: المروءة تعني أن لا يفعل المرء سراً ما يستحي منه
علناً. سأخصص فقط لهذه النقطة مقالة جديدة
عائشة
أراؤوط: أمضت شبابها في خدمة السفارة القطرية، و هي اليوم متقاعدة . و
تمارس دور السكرتيرة التي تنسق أعمال المعارضة ، أرسلت و منذ الاسبوع الأول
كل أنواع البيانات تدرجت من شجب النظام إلى تسليم سورية للأميركان و مجلس
الأمن مروراً بأمراء قطر. عن عقد النقص و النجومية التي تأخذ لديها شكل
المرض النفسي حدث و لا حرج، مثلاً ترسل لك مقابلة أجريت معها بالفرنسية و
تبدأ من العنوان " لقاء مع الشاعر و الكاتب عائشة أرناؤوط" و طبعاً خطأ
لغوي من قبيل خلط المذكر بالمؤنث لا يحدث لفرنسي و انما لغريب مهاجر فقط ،
إذاً فقد أجرت المقابلة مع نفسها و بنفسها.
و حين
تقول لكم مرح بقاعي بأنها أنجزت سنة واحدة من برنامج الدكتوراه في الأدب
المقارن في جامعة السوربون و تضع هذا على سيرتها الذاتية فهذا يعني أنها
دفعت رسوم التسجيل فقط، لأنه لا يوجد شيء اسمه برنامج دكتوراه في النظام
التعليمي الفرنسي كي يتم انجازه. الأمر الغريب أنهم استحوذوا على هذا
الاهتمام الاعلامي و هم قلة هنا ، لا تتجاوز العشرين أو الثلاثين فرداً و
يتحدث الاعلام الفرنسي عنهم كما لو كانوا ممثلين عن الجالية السورية في
فرنسا. منذ أيام قليلة احتاجوا لوجوه تلعب دور الكومبارس ، أمام عدسات
الكاميرا التي تصب اهتمامها على زمرة هزيلة و لهذا فإنني تلقيت منهم ميلاً
يطالبني بالحضور للمشاركة في لعبة النجومية الاعلامية. و أنت تعرف حاجتهم
الماسة لأفراد حين تكون متيقناً من أنهم يتذابحون لاختطاف النجومية من
بعضهم البعض فلماذا يتصلون بك؟ فقط للمشاركة في عملية تزوير لم يحسنوها
جيداً و يحتاجون لحبكها إلى أفراد، و أقول لم يحسنوها جيداً لأن لهم أصوات
مضادة داخل فرنسا بدأت تتهمهم بالتزوير \مثال على ذلك الموقع الهام ميشيل
كولون"100000 قارئ" الذي لا يهادن النظام و لا المعارضة. يوجد اليوم جهات
تقدم روايات تختلف كلياً أو جزئياً عما يقدمون، مثلاً اللوموند و هي صحيفة
مستقلة ذكرت البارحة ىأنه تم المبالغة في عدد المتظاهرين في حماه إلى درجة
تجاوز فيها العدد المذكور لعدد سكان المدينة تلقيت من أرسلت السيدة أرناؤوط
قبل أيام مقالة كتبها هيثم مناع على شكل بيان للتوقيع اسمه " ثورة
المواطنة" يستطيع الجميع الاطلاع عليها منشورة في موقعه .ثم عادت و أرسلت
نفس البيان معدلاً كي يكون أكثر ايجابية و هو في واقع الأمر لم يعدل و لا
حتى بحرف واحد، و في اليوم الثالث أرسلت أيضاً ميلا جماعياً قالت فيه أن
مناع نشر البيان على موقعه و اسقط اسمها رغم توقيعها عليه، و أسقط اسماء
الموقعين أيضاً، ما عدا صحبه و زبائنه..و مناع في الحقيقة له تاريخ طويل في
"الدوبلة" مع أصدقائه العلمانيين " و لم تكن هذه المرة الأولى. لأن
التوقيع ، بالنسبة لهم ليس فكرة تلتزم في الدفاع عنها و إنما تمثيلية
اعلامية يتعبد لهم طريق السلطة و لكن ليس دون الدوس على قيمك أولاً و رفاقك
ثانياً.