في خطوة توحي بوجود تخبط لدى سلطات البحرين، أصدر ولي عهد هذه المملكة
الخليجية أمرا ألزم بموجبه الجيش بالمغادرة الفورية لشوارع مدينة المنامة،
بعد حوالي أربع وعشرين ساعة من اقتحامه لميدان اللؤلؤة. وهي العملية التي
خلفت مقتل ستة أشخاص وجرح عشرات آخرين. ومقابل ذلك قالت الحكومة البحرينية،
في بيان لها، إن الشرطة ستواصل الإشراف العام على تطبيق القانون ومواجهة
الاضطرابات. وفي هذا الشأن ذكرت العديد من المصادر الإعلامية أن الشرطة
واصلت مطاردتها للمحتجين الذين حاولوا العودة للاعتصام بدوار اللؤلؤة. لكن
مصادر قريبة من المعارضة قالت إنه تم تأجيل المسيرة التي كانت مبرمجة أمس
السبت.
وعن مخلفات هذه المواجهات، أكد أحد نواب المعارضة أنه تم نقل 55
جريحا بينهم أربعة إصاباتهم خطيرة إلى مستشفى السلمانية، مشيرا إلى أن أحد
الجرحى في حالة الموت السريري. لكن التلفزيون الرسمي تحدث عن ''سبعة
جرحى''، موضحا أن إصاباتهم طفيفة، وأن معظمهم غادر المستشفى.
وفسر بعض
المراقبين خطوة الجيش بالانسحاب من المدينة على أنه استجابة لواحد من شروط
كتلة الإصلاح في البرلمان البحريني التي طالبت، حسب زعيمها عبد الجليل خليل
إبراهيم، بانسحاب كلي للجيش من الشوارع واستقالة الحكومة، مقابل تراجع
الكتلة عن قرار انسحابها من البرلمان.
ولمواجهة هذا الوضع، وعد ملك
البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، في مرسوم له، بإجراء حوار وطني مع كل
الأطراف في البلاد. وحسب ذات المرسوم، فقد خول الملك ولي عهده ''جميع
الصلاحيات اللازمة لتلبية آمال وتطلعات المواطنين''. وبناء على هذه الخطوة،
دعا ولي العهد البحريني إلى ''الهدوء فورا'' في البلاد، متعهدا بحوار وطني
سيبدأ حالما يعم الهدوء. وقال في حوار متلفز إنه بدون هذه الخطوة ''خطوة
الهدوء'' فلن يكون بالإمكان بحث أي مشكلة''. كما اعترف بأن ''البحرين أصبحت
اليوم منقسمة وهذا ما لا يمكن القبول به''. وكرد فعل خارجي على ما يجري
بهذه المملكة الخليجية، حذرت الحكومتان الأمريكية والبريطانية رعاياهما من
مغبة السفر إلى البحرين إلا في حالة الضرورة القصوى. وفي مكالمة هاتفية
للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حذر من
العنف الدائر في البحرين، ودعاه إلى ضرورة ضبط النفس في التعامل أثناء
الاحتجاجات التي تشهدها البلاد. وقال إنه على البحرين احترام الحقوق
الأساسية لكافة سكانها، والقيام بإصلاحات ذات معنى.
وفي تطور آخر،
التحقت فرنسا ببريطانيا وقررت تعليق تصدير الأسلحة للبحرين بعد هذه
التطورات في المملكة. وفي هذا المجال أعلنت بريطانيا أنها ألغت أكثـر من 50
ترخيصا لتصدير الأسلحة إلى البحرين وليبيا. والتراخيص الملغاة تتعلق
بأسلحة مثل قنابل الغاز المسيل للدموع والذخيرة التي يمكن أن تستخدم في قمع
المتظاهرين. وقالت إن المراجعة مستمرة لتراخيص التصدير إلى كل دول المنطقة
بصورة أوسع بما في ذلك اليمن
.