حذر معارضون ليبيون أمس في اتصالات مع الشروق، من تحول ليبيا إلى ساحة معركة تشارك فيها فلول القاعدة وبوكو حرام النيجيرية إذا تباطأ المجتمع الدولي في مساعدة الثوار لمواجهة نظام القذافي، وقال عمر الشبلي إنه وصلته معلومات عن محاولة ناشطين في حركة بوكو حرام النيجيرية من التسلل إلى ليبيا عبر الحدود الجنوبية للقتال هناك كما أن فلول القاعدة المنتشرة في بلدان المغرب العربي تستعد للدخول إلى هذا البلد في حال وجود تدخل عسكري على شكل اجتياح.
وقال ذات المتحدث إن المجلس الانتقالي الليبي يطالب بالحظر الجوي فقط لمنع القذافي من استخدام سلاح الطيران في ضرب الشعب الليبي، وكذا في جلب آلاف المرتزقة من التشاد والنيجر والذين يتمركزون في المناطق الجنوبية.
وفي تطورات الأوضاع على جبهة القتال أكد المتحدث أن ما يقارب سبعة آلاف ثائر من المدن المنتشرة في الجبل الغربي التحقوا بمدينة الزاوية لمساعدة الثوار المرابطين داخلها من التصدي لكتائب القذافي التي تحاول السيطرة على وسط المدينة منذ أيام، وقال الشبلي الذي يتواجد في مكان سري بالعاصمة التونسية بعد مطاردته من طرف المخابرات الليبية إن مدينة الزاوية الآن أصبحت عصية على كتائب القذافي التي أصبحت تركز على القصف من خارجها وترفض دخولها بسبب ما حدث لها قبل أربعة أيام حين استدرجها الثوار إلى وسط المدينة وصبوا عليهم الرصاص مما أوقع 200 قتيل في أوساطهم.
وحسبما أكده الناشط الليبي نوري أبودربالة للشروق فإن آخر المعلومات التي وصلتهم من طرابلس تشير إلى مسارعة النافذين الكبار في النظام الليبي إلى إخراج عائلاتهم من ليبيا عبر المنفذ الغربي، تحسبا لاستخدام الأسلحة الكيمياوية من قبل القذافي لوقف زحف الثوار نحو طرابلس.
وقد لاحظت الشروق أمس وأول أمس وعلى غير العادة دخول سيارات فاخرة عبر معبر رأس جدير، قدرها الناشط عمر الشبلي بـ 120 سيارة، وعلى متنها عائلات قالت مصادرنا إنها عائلات النافذين الكبار في النظام الليبي، وحسب المعارضين الليبيين فإن هؤلاء تحت رقابة مشددة من قبل الأمن التونسي، وأضاف ذات المتحدث أن القراءة هي توجه النظام الليبي لاستخدام غاز الخردل وباقي الأسلحة الكيمياوية، التي يملك مخزونا كبيرا منها، وقد سبق للقذافي أن استخدم سلاحا غامضا في الجمعة ما قبل الماضية في المنطقة السياحية بطرابلس، حيث سقط العشرات ممن شاركوا في مظاهرة دون إطلاق الرصاص عليهم وتم تنظيف المكان من الجثث التي أخذت إلى مكان مجهول حسب محدثنا.
ويعد السلاح الكيمياوي آخر ورقة في جعبة القذافي ولا يستبعد استخدامه لإخماد الثورة ضد نظامه، خصوصا في ظل التهديدات التي أطلقها كل من معمر القذافي وابنه سيف الإسلام من أن ساعة الهجمة على الثوار قد حانت.
وفي خضم الحملة الإعلامية التي يشنها الإعلام الليبي، برزت إلى السطح شهادات لليبيين يقولون إنهم شاهدوا جزائريين يقاتلون إلى جانب الثوار بمدينة الزاوية، ويحاول الإعلام الليبي الذي يوصف بالتخلف والسطحية التصدي للحقائق التي تنشرها الفضائيات العربية والأجنبية، من خلال حصص موجهة يتم ترديد العبارات التي جاءت على لسان معمر القذافي في خطابه الأول من أن الليبيين يواجهون تنظيم القاعدة وأن هؤلاء تناولوا أطنانا من الحبوب المهلوسة وأن الليبيين لن يتنازلوا عن ملك ملوك إفريقيا.
وعلى جبهة القتال الشرقية دخلت قوات الصاعقة المنشقة عن نظام القذافي لأول مرة ساعة القتال إلى جانب الثوار في رس لانوف، مستخدمة الأسلحة الثقيلة خصوصا راجمات الصواريخ، كما أن الانسحاب التكتيكي للثوار من رس لانوف تم بتوجيه منها، وتتمركز قوات الصاعقة في المنطقة الشرقية وتحديدا ببنغازي وهي التي حسمت الصراع بين المتظاهرين والكتائب الأمنية التابعة للقذافي خلال الأيام الأولى من الانتفاضة الليبية